الرشيد بن الشريف

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
سلطان المغرب من العلويين
مولاي رشيد بن علي الشريف
سلطان المغرب من العلويين
فترة الحكم
1672-1666
معلومات شخصية
الميلاد 1631
تافيلالت
الوفاة 1672
مراكش
سبب الوفاة السقوط عن الحصان  [لغات أخرى]‏  تعديل قيمة خاصية (P509) في ويكي بيانات
مكان الدفن مراكش  تعديل قيمة خاصية (P119) في ويكي بيانات
مواطنة المغرب  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الأب الشريف بن علي  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
إخوة وأخوات
عائلة الأسرة العلوية
الحياة العملية
المهنة سياسي  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغة الأم العربية  تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
تعديل مصدري - تعديل  طالع توثيق القالب

مولاي رشيد أو مولاي رشيد بن شريف العلوي، ولد حوالي 1631 بمنطقة تافيلالت وتوفي في 9 أبريل 1672 بمراكش، كان سلطان للمغرب من 1667 إلى 1672.

عندما توفي والده مولاي الشريف، ثار على أخيه مولاي محمد، أمير تافيلالت آنذاك. ونجح في قتله ثم تنصيب نفسه أميرا. ثم استولى على فاس في 27 ماي 1667، وأعلن نفسه سلطانًا وأصبح أول سلطان علوي للمغرب.

قام بتعيين شقيقه إسماعيل بن شريف كخليفة (مندوب السلطان) في فاس ثم غادرها لتعزيز سلطته في الجنوب. دمر زاوية الدلائية، واستولى على مراكش، ثم طرد زعيم زاوية إيليغ من سوس. معيدا بدلك بناء سلطة مركزية في المغرب.كما اهتم الرشيد بالجانب الثقافي والعلمي. لذا يعتبره بعض المؤرخين المؤسس الحقيقي للسلالة العلوية. خلفه على السلطنة شقيقه مولاي إسماعيل.

نسبه[عدل]

هو الرشيد بن الشريف بن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن علي بن الحسن بن محمد بن الحسن الداخل بن القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم.[1] وقد نظم النسابة القادري نسبه في الأبيات التالية:

أبو ملوكنا الشريف بن علي
                محمد على يوسف يلي
علي الشريف ثم الحسن
                محمد بن حسن المستوطن
فقاسم محمد فالقاسم
                محمد الحسن ذو المكارم
فعابد الله أبو محمد
                فعرفة فحسن ذو السؤدد
ثم أبو بكر علي فحسن
                أحمد اسماعيل قاسم ومن
محمد المهدي فعبد الله
                فالحسنان فرسول الله

[2]

مسيرته[عدل]

نشأته[عدل]

تافيلالت، المنطقة التي سكنها الأشراف العلويون منذ القرن الثالث عشر ميلادي.

بعد وفاة السلطان السعدي أحمد المنصور، دخل المغرب فترة مضطربة، تنافس خلالها أبناؤه على العرش بينما تم تقسيم البلاد بين القادة العسكريين والزوايا الدينية.[فرن 1] [فرن 2] في بداية عهد زيدان الناصر كانت السلطنة السعدية ضعيفة للغاية. فسيطرت الزاوية الدلائية على وسط المغرب، وزاوية إيليغ على مساحة تمتد من سوس إلى درعة، ويسيطر المرابط العياشي على السهول الشمالية الغربية، وسواحل المحيط الأطلسي حتى تازة، وتحولت جمهورية بورقراق إلى دولة مستقلة. وعند مصب أبي رقراق أصبحت مدينة تطوان دولة مدينة تحكمها عائلة النقسيس.[فرن 3]

الوضع السياسي في المغرب حوالي عام 1660 بعد اغتيال آخر سلطان السعديين أحمد العباس.

وفي تافيلالت، بايع سكان سجلماسة العلويين لصد نفوذ الزوايا. وبدلك أصبح الشريف بن علي أول حاكم للسلالة العلوية.[فرن 2] حفظ عهد مولاي الشريف، رغم قصره، تافيلالت من نفوذ زاوية الدلاء القوية.[فرن 4] تنازل مولاي الشريف عن العرش عام 1636 وخلفه ابنه الأكبر مولاي محمد بن الشريف. وفي عهد الأخير، امتدت الولاية العلوية شمالا إلى واد تافنا [3] وجنوبا إلى درعة.[4] ومع ذلك، فإن هزيمة محمد بن الشريف بفاس وما أعقبه من انتقام دلائي الذي أدى إلى استباحة سجلماسة عام 1649، مما أدى إلى تأليب إخوته عليه بما في ذلك رشيد بن شريف. في هذه الأثناء، بعد تدبير الزاوية لاغتيال العياشي سنة 1641 [إسب 1]، بسطت زاوية ديلة نفوذها على مدن فاس وتطوان والقصر الكبير وعلى مصب نهر أبي رقراق، وكذلك على السهول الشمالية الغربية وممر تازة حتى ملوية [فرن 3]، قبل أن يظهر الخضر غيلان في الهبط الذي سيطر تدريجيا على مدن أصيلة وتطوان والقصر الكبير [فرن 5] والشيخ أعراس في الريف، والشبانات أخوال السعديين بقيادة كروم الحاج الذي استولى على مراكش ومنطقتها بعد اغتيال آخر سلطان السعديين أحمد العباس، سنة 1659.[فرن 6]

ثورته على أخيه مولاي محمد[عدل]

في 3 يونيو 1659 توفي مولاي الشريف، أول ملك علوي في سجلماسة [5] تافيلالت. إثر ذلك، بويع محمد بن شريف مجددا أميرا على تافيلالت، فهرب مولاي رشيد إلى جبال الأطلس.[6] وحسب شهادة أبي القاسم بن أحمد الزياني، كان دلك خوفا من بطش أخيه.[7] لكن بحسب المستشرق ميشيل أبيتبول، فإن تدخل محمد بن الشريف في فاس وانتقام الديلائيين منه هو الذي أدى إلى عزله سنة 1649، وهو ما دفع مولاي رشيد وإخوته إلى التمرد على سلطة مولاي محمد.وهكذا فإن وفاة مولاي الشريف أندرت ببدء الحرب بين الأخوين. يبدأ مولاي رشيد رحلته مرورا بنهر تودغا ومدينة دمنات، ثم التجأ إلى الزاوية الدلائية.[7] وبعد إقامة طويلة، توجه إلى أزرو، ثم توجه إلى فاس برفقة حرس صغير. وعند وصوله إلى فاس، استقبله أبو عبد الله الضريري، حاكم فاس الجديد، بحفاوة كبيرة. ولم يقض رشيد سوى ليلة واحدة بفاس، قبل مغادرته إلى تازة، وفي اليوم التالي استقبله الشيخ أبو عبد الله اللواتي.[8] جاول مولاي رشيد عبر رحلاته إلى تكوين حلفاء. ولكن دون جدوى، ثم لجأ إلى قبائل بني معقل العربية بسهل أنجاد، وبني يزناسن بشرق المغرب [فرن 7]، الذين أقسموا له الولاء وبايعوه بوجدة.[9]

وأثناء إقامته بتازة مع الشيخ أبو عبد الله اللواتي، تعرف على رجل دي نفود وسلطة على بعد بضعة كيلومترات شرق تازة، هارون بن مشعل. وكان حاكما وتاجرا يهوديا ثري، متحصن في قصبة محصنة، لفت انتباه رشيد، الذي قرر الإغارة عليه بمساعدة حلفائه. ففي منتصف الليل، تمكن مولاي رشيد من الاقتراب من الوالي اليهودي بحيلة طلب الضيافة.[10] فمنحه إياها ابن مشعل، وبعد أن اقترب منه تمكن رشيد من قتل هارون بن مشعل والاستيلاء على جميع ممتلكاته. وهناك نسخة أخرى شائعة جدًا بين بني يزناسن، تشير إلى أن ابن مشعل كان في أراضيهم وليس بالقرب من تازة.[11] ثم اقتسم الغنائم مع جميع حلفائه. : بنو يزناسن والقبائل العربية المحيطة بها [فرن 7] مما زاد من عدد قواته ومناصريه.[10] مؤسسا بدلك نفوذه على عرب الشرق [alpha 1]، مما حملهم على الاعتراف به كسلطان.[11]

وعندما علم أخوه محمد بن شريف بهذه الأحداث، جمع جيشا وغادر سجلماسة لمواجهة أخيه في سهل أنجاد.[9] ثم اندلعت معركة حاسمة بين محمد ورشيد في3 أغسطس 1664.[فرن 7] استعان فيها مولاي رشيد بمدافع حصل عليها بفضل بعض تجار مرسيليا، كما جعل قبيلة الشراقة رأس حربته.[فرن 8] فتمكن من الطلقة الأولى من إصابة حلق مولاي محمد الذي توفي على الفور.[11] فانضم معظم أنصار مولاي محمد إلى صفوف رشيد.[فرن 7]

ضم فاس والريف[عدل]

وبعد انتصاره على أخيه مولاي محمد، أصبح مولاي رشيد أميرا على تافيلالت [11] ودفن أخاه في دار ابن مشعل، ثم عاد إلى وجدة لتجنيد الرجال وتنظيم جيشه وتلقي البيعة والهدايا من القبائل.[12] بعد الانتهاء من استعداداته، أرسل مولاي رشيد رسل إلى جميع مناطق المغرب، حيث يخبر جميع سكان البلاد عن نيته بتوحيد المغرب. بالإضافة إلى ذلك، أمن وسيطر على الطرق التجارية العابرة للصحراء الكبرى. ثم تمرد مولاي محمد الصغير، ابن محمد بن الشريف، مطالبا بحقه في خلافة أبيه على الإمارة فاستولى على سجلماسة. واستقر مولاي رشيد على ضفاف ملوية، آملا أن يحظى ببيعة قبائل الريف.[13] ولما لم يتلقاها، قرر التوجه نحو تازة، التي استولى عليها عام 1665 بعد " صراع طويل ". مما دفع سكان المدينة والقبائل المجاورة في النهاية إلى بيعته.[14] [فرن 9]

وبعد علمهم ببيعة القبائل لمولاي رشيد، اجتمع أهل فاس وأهل صفرو، والحياينة، وقبائل أخرى من الحوز. وتعاهدوا بعدم بيعة مولاي رشيد ومحاربته.[12] كما أن الدمار والمجاعة التي ألحقها محمد بن شريف بمنطقة الحيانية خلال إحدى حملاته، دفع سكان البلدة والقبائل إلى التحالف ضد ما رأوه تهديد لهم. فأعدت مدينة فاس دفاعاتها، وأمر زعماء المدينة السكان بشراء الأسلحة والخيول بكميات كبيرة.[14] ولم يعرف مولاي رشيد بهده الأمور إلا بعد عودته إلى تازة.[12] في هذه الأثناء، كان محمد الصغير، نجل شقيقه الراحل، ما يزالا متمردا في سجلماسة. فشن مولاي رشيد هجوما عليها، ثم حاصرها تسعة أشهر قبل أن يفر محمد في منتصف الليل.[14] وبذلك دخل مولاي رشيد المدينة، ورمم أسوارها ونظم دفاعتها، فيعم الهدوء بالمنطقة، ثم عاد الرشيد إلى تازة.[15][16]

خريطة تمثل شطري مدينة فاس في القرن السابع عشر : فاس البالي وفاس الجديد.

وعندما علم سكان فاس وحلفاؤهم بعودة مولاي رشيد إلى تازة، نظموا أنفسهم وقرروا مهاجمة تازة في أبريل 1666. فوصلت الجيوش المتحالفة إلى تازة ولكن ما إن رأوا جيش مولاي رشيد فروا دون قتال. فلاحقهم الرشيد إلى نهر سبو. فطلب الصلح سكان فاس وهو ما يرفضه مولاي رشيد.[15][16] وفي أغسطس، حاصر مولاي رشيد مدينة فاس، المعروفة بنزعتها الاستقلالية [فرن 10]، حيث استقلت عن الدلائيين مند سنة 1663.[17] ومدينة فاس تتألف من قسمين : فاس البالي وفاس الجديد. وفي دلك الوقت كانت المدينة في حالة من الفوضى الكاملة فانقسمت ثلاث مناطق متنافسة، لكل منها زعيمها الخاص. : منطقة اللمطيين [alpha 2] تحت قيادة ابن الصغير، المنطقة الأندلسية تحت قيادة أحمد بن صلاح في فاس البالي، ثم فاس الجديد، التي تعتبر أحيانا مدينة في حد ذاتها، تحت سيطرة أبو عبد الله الدريدي.[فرن 7]

وبعد قتال عنيف استمر ثلاثة أيام انسحب جيش العلويين بعد إصابة مولاي رشيد برصاصة في الأذن. وفي الشهر التالي، قرر مولاي رشيد حصار فاس مرة ثانية، لكنه رفع الحصار بعد فترة، خاصة لأن الشريف العلوي لم يكن ينوي البقاء هناك [15] لانشعاله بتصرفات الشيخ أبو محمد عبد الله أعراس الذي يسيطر على الريف، فاتجه مولاي رشيد إلى شمال المغرب.[16] وكان الشيخ أعراس آنذاك مقربا من إسبان الحسيمة، وأقام اتصالات مع الإنجليز بعد أن امتلاكهم طنجة منذ 1661. فوقعت اشتباكات عديدة بين جيشي القائدين الرشسد وأعراس. تعرض أعراس، المحاصر في إحدى قلاعه، للضرب والأسر على يد مولاي رشيد، في منتصف شهر رمضان.[16] فغفر له وأبقى على حياته. وبدلك تمكن الرشيد من ضم الريف.[17] ثم جخل رشيد في مفاوضات مع تجار مرسيليا الذين قاموا بتفريغ السفن المحملة بالأسلحة والذخيرة في غساسة قرب مليلية. وقد مكنت هذه المعدات مولاي رشيد من الفوز في معارك عديدة، أبرزها تلك التي خاضها ضد أخيه محمد بن الشريف.

وفي أبريل 1667، عسكر مولاي رشيد للمرة الثالثة تحت أسوار فاس. مستئنفا بدلك الحصار.[15] بعد قتال عنيف،، تمكن العلويون في 26 ماي 1667 من دخول فاس الجديد بفضل ثغرة في الأسوار، مما دفع والي المدينة الدريدي إلى الفرار. وفي اليوم التالي، 27، هاجم مولاي رشيد فاس البالي، وسيطر عليها. وفر ابن صغير زعيم اللمطيين وابنه ولجأوا إلى حصن باب الجزيرة، بينما هرب ابن صلاح زعيم الأندلسيين أيضًا من المدينة في 28 ماي.[17] وفي نهاية القتال، أتى سكان المدينة إلى مولاي رشيد، وبايعوه سلطانًا.[18] فسيطر على قصر الوالي، وعفا عن سكان المدينة ولم يسئ معاملتهم.[فرن 11]

بمجرد الاعتراف بالسيادة من قبل سكان فاس، دون إضاعة الوقت، أطلق مولاي رشيد جواسيس بحثًا عن القادة الهاربين. تم القبض على أحمد بن صلاح أولاً في ضواحي فاس مع رفاقه. وأعدم بعضهم، ثم حبس من بقي إلى جانبه في سجن باب دار بن شقرة. كما تم القبض على ابن الصغير وابنه في الحياينة شمال فاس. وسجنوا أيضًا في باب دار بن شقرا. وبعد سبعة أيام قرر رشيد إعدامهم. وتمكن أن أبو عبد الله الدريديدي، والي فاس الجديد، وحده الذي تمكن من الفرار والنجاة بحياته.[18]

بعد الاستيلاء على فاس، أصبح لمولاي رشيد، سلطانًا على منطقة واسعة. فبات مسيطرا على كافة المناطق الشرقية من درعة وتافيلالت وسهل أنجاد والريف وأيضا على منطقة فاس وتازة. لكن قبل مهاجمة جنوب المغرب وخاصة مراكش، قرر مولاي رشيد وضع حد للخضر غيلان الذي كان يسيطر على الهبط والموانئ الإستراتيجية المهمة على ساحل المحيط الأطلسي، بما في ذلك مدينتي سلا القديمة وسلا الجديدة.[فرن 11] فجمع مولاي رشيد جيشا قوامه 40 000 رجل.[فرن 12] إلا أن غيلان دخل في تحالف مع الإنجليز، إد كان متحالفا مع والي طنجة البارون جون بيلاسيس، حلف استمر ساريا في عهد خلفه هنري نوروود. لذلك نظم رشيد حملة من فاس وحشد جيشًا كبيرًا نحو ولاية الغرب. كما وقعت انشقاقات واسعة داخل جيش الخضر غيلان، بما في ذلك خيانة والي بني عروس، الحسن الفتوح، الذي سلم رشيد الممر الجبلي المهم الذي يحمي ممتلكات غيلان. ولدى علمه بالكارثة، فر خضر غيلان واتجه نحو القصر الكبير فلاحقه مولاي رشيد.[فرن 13] وهاجم المدينة فوقعت معركة كبرى. وفقًا لجيرمان مويت، كان الجيش العلوي يتألف من 8 000 فارس و32 000 جندي مشاة [فرن 14]، بينما نجح أمير الحرب غيلان في تشكيل جيش قوامه 24 000 رجل. وبعد قتال طويل دام خمس ساعات انتهت المعركة صالح مولاي رشيد، فر غيلان نحو أصيلة وتحصن هناك.[فرن 15] فتخلى مولاي رشيد عن حصار القصر الكبير، وطارد غيلان مع بقية جيشه، لكنه لم ينجح في النهاية في السيطرة على أصيلة، حيث طردنه المدفعية الإنجليزية التي وصلت لمساعدة غيلان.[فرن 14]ثم عاد لمحاصرة القصر الكبير، الذي أغلق سكانه أبواب المدينة في وجهه، إلى أن دخلها، ولكنه لم يستطع القبض على غيلان.[فرن 16]

تدمير الزاوية الدلائية[عدل]

بعد ذلك، أطلق رشيد حملة ضد قبيلة آيت علال التي تدعم الزاوية الدلائية. ففاجئهم وألحق بهم هزيمة ثقيلة. ولم يكد يعود إلى فاس حتى جمع الديلائيون جيشًا مكونًا من عدة قبائل أمازيغية بما في ذلك آيت علال، وعسكروا في باب مرورة، على مقربة من فاس. اندلع قتال بين مولاي رشيد والديلائيين استمر ثلاثة أيام إلى أن انسحب جيش الزاوية بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات.[19] بعد ذلك، أخضع مولاي رشيد بني زروال في الريف، ثم دخل تطوان، وأسر زعيم المدينة أحمد النقسيس بالإضافة إلى عدد كبير من الأعيان الذين سجنهم في فاس. ومن هناك، انطلق نحو الريف، وأخمد ثورة بني يزناسن [فرن 17]، وسار بجيشه نحو محلة جيجو جنوب فاس، بإقليم قبيلة آيت يوسي، ثم ألزم سكانها بدفع الضرائب الشرعية. في هذه الأثناء، توفي كروم الحاج، زعيم قبيلة الشبانات، سلطان مراكش مند اغتيال آخر ملوك السعديين، أحمد العباس [فرن 6][19] وخلفه ابنه أبو بكر بن كروم الحاج على مراكش.[فرن 6]

وفي أبريل 1668 قرر مولاي رشيد القضاء على الزاوية الدلائية وقام بحملة ضدها. وفي 18 يونيو 1668، التقى بقوات الدلائيين بقيادة ولد محمد الحاج في بطن الرمان، في فزاز، الجزء الغربي من الأطلس المتوسط. اندلعت معركة،هزم مولاي رشيد البربر في جبل الزبيب، وانضم الناجون إلى جيشه. وفي البنزرويل، تعرضت قواته لكمين في الممرات الجبلية، وأوقع بجيشه خسائر فادحة. قال مولاي رشيد وهو يرى تراجع قواته: [فرن 18]

وبعد خطبنه، قاد هجومًا مضادا، ونجح في صد البربر، وقتل أكثر من أربعة آلاف من جند العدو الهاربين واستباح مولاي رشيد الجبال وأجبر السكان على تقديم الضرائب والطاعة، لكنه قبل استسلام مولاي بنزويل، وأرسله إلى فاس ليتم استقباله كضيف شرف.

وأثناء تقدمه نحو الأطلس المتوسط، واجه مولاي رشيد بابن محمد الحاج في ريف فزاز في 18 يونيو 1668. وقبل أن تبدأ المعركة، انضم نصف جيشه إلى مولاي الرشيد فقبض عليه وأحضر أسير إلى مولاي، وسرعان ما تحولت المعركة لصالح مولاي رشيد وهُزمت كتيبة البربر الدلائية ولجأت إلى حدران الزاوية. فلاحقهم مولاي رشيد وخيم تحت أسوار الزاوية.[20] لم يشارك محمد الحاج الدلائي في القتال نظرا لكبر سنه.فتمكن رشيد من ضم أراضي الزاوية. وأظهر حلما وسماحة خاصين مع أهل الزاوية، لكنه أمر في النهاية بنفي محمد الحاج الدلائي وعائلته إلى فاس، ثم بعد ذلك إلى تلمسان، حيث توفي. محمد الحاج الدلائي.[21]

قام مولاي رشيد بتدمير الزاوية الدلائية بشكل كامل، وشتت جميع سكانها، ومحا كل آثار البناء لتحييد ما شكل العدو الرئيسي لوجدة البلاد، يعد هدا النجاح صار بإمكان مولاي رشيد الآن الشروع في ضم جنوب المغرب، ومراكش.[21]

ضم مراكش وسوس[عدل]

بعد أن سيطر مولاي رشيد على كامل الشمال المغرب الأقصى، أرسل جيوشه في اتجاه مراكش في 31 يوليوز 1668. وكانت مدينة مراكش آنذاك تحت سيطرة الشبانات وقائدهم أبو بكر بن كروم الحاج. ولما علم أبو بكر بذلك خاف وهرب محاولا الاختباء في الجبال. فدخل مولاي رشيد المدينة بسهولة، وقتل كل الشبانات الموجودين، ثم نجح في القبض على أبو بكر وأنصاره، قبل إعدامهم. وأظهر السلطان العلوي قسوة خاصة عندما أخرج جثة كروم الحاج من قبره ثم أحرقها. وبعد أن بات سيد مراكش، بقي بها السلطان لمدة شهر للراحة ورعاية المدينة. ثم عاد إلى فاس.[22] بعد أن علم بنجاحات مولاي رشيد، تخلى الخضر غيلان عن كل أمل في استعادة شمال المغرب، وهرب إلى الجزائر العاصمة، حيث منحه العثمانيون حق اللجوء.[فرن 19]

حاول مولاي رشيد بسط سلطته على كل القبائل المغربية. لتحقيق ذلك، شن في 11 يناير 1669 حملة ضد الشاوية المتمركزين على الضفة اليمنى لنهر أم الربيع، ثم بعد بضعة أشهر شن حملة ضد آيت عياش، وهم صنهاجة البربر. وفي هذا الوقت أمر بسك العملة المسماة الرشيدية، لأن تجار فاس كانوا يشتكون من شح العملة، فأقرضهم مبلغ قدره 1 052 مثقال.[23][23] وعندما سددوا دلك الدين، شرع مولاي رشيد في بناء جسر واد سبو بين 1669 و1670 بالقرب من فاس. ثم أطلق رحلة استكشافية صغيرة ضد أحد أفراد قبيلة إليبيود، حيث قبض على أبناء أخيه وأعدمهم. أصيب مولاي رشيد بمرض خطير لدى عودته، مما دفعه خلال هذه الفترة إلى مضاعفة الحسنات، قبل أن يستعيد عافيته تماما. ثم أعاد بناء أو ترميم جسر الرصيف.[24] تعهد الرماة بالولاء في 17 دجنبر 1670 لمولاي رشيد بعد إرسال مبعوث إلى تمبكتو، مما ضمن سيطرة السلطنة الشريفة على باشوية تمبكتو.

بين 1670 و1671، أطلق مولاي رشيد حملة كبيرة لضم سوس، ونصب شقيقه مولاي إسماعيل خليفة (مندوب السلطان) في فاس. كان سوس أنداك تحت سيطرة زاوية إيليغ، وكان زعيمها أبو حسون السملالي، الذي توفي قبل حوالي عشر سنوات، ثم خلفه ابنه أبو عبد الله محمد بن بو حسون. ضمت الجيوش الشريفة تارودانت في 23 يونيو 1670، ثم أخضعت وأبادت أمازيغ حشتوكة الذين بلغ عددهم ما بين 1 500 [25] و2 500 قتيلا.[26] ثم هاجم مولاي رشيد أمازيغ الساحل، مما أسفر عن مقتل 4 000 رجل. ثم استولى على قلعة إيليغ، المعروفة أيضًا باسم أبو دمية، والتي كانت بمثابة المقر السلطاني لأبي حسون السملالي. كانت المعركة التي انتهت بسيطرة العلويين على سوس عنيفة، حيث قُتل أكثر من 2 000 من المدافعين عنها. ثم طارد الأمير أبو عبد الله محمد مع خاصته في الصحراء، في حين تعرضت زاوية إيليغ للدمار وظلت مهجورة لعدة عقود . في هذه الأثناء، أدار مولاي إسماعيل المملكة بشكل جيد حيث أكد السلطة والنظام اللذين فرضهما العلويون من خلال إعدام أكثر من 60 قاطع طريق من أولاد جامع.[25][26]

في عام 1671، أمر السلطان رشيد بن شريف بسك عملة معدنية مستديرة من النحاس بدلا من العملة المربعة "الأوشكوبية". ورفع قيمة العملة الجديدة حيث أصبحت 24 قطعة تساوي موزونة واحدة عوض 48 قطعة للمزونة سابقا.[26] حاول مولاي رشيد في عدة مناسبات إحياء التجارة وتحقيق نوع من الرواج التجاري. لكن، بسبب ندرة الذهب، كانت العملات التي سكها السلطان فضية بشكل أساسي، على عكس خلفه مولاي إسماعيل.\[فرن 20] عند عودته إلى فاس، دشن السلطان مدرسة الشراطين [26]، كما بنى حصنا جديدا عرف في البداية باسم "" قصبة الخميس »، شمال مدينة فاس الجديد، بهدف استقبال وحدات جيش الدفاع عن المدينة. له عدة أسماء حسب أصل قبائل الكيش التي تسكنه بأمر من السلطان. : " قصبة الشراقة "،" قصبة الأوداية " ثم " قصبة الشراردة ».[فرن 21] وفي نفس العام، أرسل مولاي رشيد جيش من الخيالة لمحاربة الإنجليز في طنجة، وجيش آخر في سوس بقيادة الشيخ أبو محمد عبد الله أعراس، الدي كان متمردا الريف قبل أن ينضم للجيش المخزني.[27]

في عام 1672، أراد مولاي محمد، ابن شقيق السلطان، ونائبه على مراكش، أن يصبح مستقلاً. فسار مولاي رشيد إلى مراكش مع جيشه لاستعادة النظام ونفى ابن أخيه إلى منطقة تافيلالت. وكان على وشك إطلاق حملة على سوس قبل أن يعلم باستسلام قبائل المنطقة.[27]

وفاته[عدل]

أراد مولاي رشيد يريد الاحتفال بانتصاراته بحفلة عامة ووليمة. بعد الوجبة، ذهب لركوب الخيل في حدائق القصر وأصيب بكسر في رأسه عن طريق الخطأ أثناء سقوطه. ومات بعدها بأيام قليلة. وحسب أبي القاسم الزياني، فإن وفاته جاءت في ثاني أيام عيد الأضحى، بعد أن هرب جواده، وليس بسبب حالة التسمم مزعومة فقد أصيب بغصن برتقال في رأسه، ونتيجة لذلك توفي على الفور في 9 أبريل 1672. واستمر حكمه حوالي 4 سنين و10 أشهر [28] وكان عمره 42 عاما عامًا في ذلك الوقت. ودفن في قصبة مراكش، ثم نُقل إلى فاس، حسب وصيته، في ضريح الشيخ أبو الحسن علي بن حرزهم [29] (قبر يقع خارج باب الفتوح وسيعيد بنائه السلطان سيدي محمد بن عبد الله [فرن 22] في القرن الثامن عشر ). 

توفي في عز شبابه، إذ جمح به فرسه، فارتطم رأسه بشجرة فتهشم، وقال، حسب بعض الروايات، وهو يحتضر: «سبحانك يا من لا يزال ملكه، عبد الرشيد زال ملكه». ومات لحينه بمراكش سنة 1082 هـ / 1672م ودفن بها، ثم نقل جثمانه إلى ضريح سيدي علي بن حرازم بفاس، حسب وصيته.

تمكن مولاي رشيد، بفضل فطنته، في غضون سنوات قليلة، من تأسيس السلالة العلوية وتوحيد المغرب.لدا يُعتبر أحيانًا المؤسس الحقيقي للسلالة العلوية، بدلاً من شريف بن علي أو محمد بن شريف. وخلفه أخوه مولاي إسماعيل على رأس المغرب في 14 أبريل 1672.[فرن 23]

الدولة قي عهده[عدل]

العمران[عدل]

مدرسة الشراطين، أول مدرسة قرآنية أسسها العلويون بمدينة فاس.

في عهده، بنى مولاي رشيد مبان هامة خاصة حول فاس. يبقى جسر واد سبو هو البناء الأكثر رمزية في عهده، وهو جسر ذو ثمانية أقواس غير متساوية يبلغ طولها 150 متر، مبني من الطوب اللبن على نهر سبو بالقرب من فاس. وله أهمية بالغة لأنه يربط ويسهل الاتصالات من فاس إلى شمال البلاد، كما أنه نجح في مقاومة فيضانات الأنهار. وقد جذبت هندسته المعمارية انتباه المؤرخين الذين لم يترددوا في مقارنته بجسر قرطبة.[فرن 24] علاوة على ذلك، قام مولاي رشيد أيضا بإعادة بناء أو ترميم جسر الرصيف بمدينة فاس.[24] كما أنشأـ سد واد الزيتون.[فرن 24]

وعلى الصعيد العسكري، قام مولاي رشيد بصيانة وتقوية أسوار فاس البالي، كما قام ببناء حصن شمال فاس الجديد، عرف باسم ”. قصبة الشراقة "، عرف فيما بعد " قصبة الشراردة »، في موقع لمعسكر مرابطي قديم، بهدف استقبال وإيواء وحدات كيش الشراقة التي هي مسؤولة عن الدفاع عن المدينة.كما قام ببناء القصر الملكي العلوي بجوار القصر المريني القديم بفاس. وفي المجال الديني، دشن مولاي رشيد بناء مدرسة الشراطينية أيضا بفاس، والتي تتميز هندستها المعمارية وزخارفها دات الطراز العلوي، متميزة عن الطراز المريني.[فرن 24] كما أمر ببناء مدرسة كبيرة بالقرب من مسجد الشيخ أبي عبد الله محمد بن صلاح بمراكش.[25]

العلاقات والدبلوماسية[عدل]

ترجع العلاقات الأولى لمولاي رشيد مع الدول الأجنبية، وخاصة أوروبا، إلى ما قبل وفاة محمد بن شريف. فقد لجأ مولاي رشيد إلى التفاوض مع تجار مرسيليا للحصول على الأسلحة والذخائر والمدفعية. وهذه الأسلحة الثمينة سمحت لمولاي رشيد بهزيمة أخيه محمد بن الشريف.[فرن 8]

ركزت المفاوضات بين مولاي رشيد وفرنسا بشكل رئيسي على تبادل الأسرى المسيحيين الذين أسرهم قراصنة سلا، والذين استغلهم السلطان لربح مكاسب مادية وسياسية. أرسل جان بابتيست كولبير، كاتب الدولة لدى بيت الملك ووزير البحرية، العديد من التجار إلى مولاي رشيد لهذا الغرض، وأبرزهم رولان فريجوس، وهو تاجر مرسيلي باع السلاح السلطان في إحدى حملاته. أخ. لكن مولاي رشيد، عند وصوله إلى تازة، اكتشف أن رولان كان ينوي إلى الاستيلاء على الحسيمة وبناء حصن هناك من أجل أنشطته التجارية المستقبلية. فسجن رولاند فريجوس على الفور واقتيد إلى سلا، حيث أعيد إلى أوروبا. عد ذلك أرسل تاجر آخر، وهو صامويل روي الذي تولى مهمة تحرير الأسرى الفرنسيين في سلا. في 21 فبراير 1672، كتب لويس الرابع عشر إلى مولاي رشيد. يهنئه على فتوحاته ويعترف به رسميًا باعتباره صاحب السيادة الحقيقي وليس كأمير بسيط. ويعلمه بقدوم صموئيل روي ليقترح تبادلاً للأسرى. ومع ذلك، لم يكن لدى مولاي رشيد الوقت الكافي للتواصل مع العاهل الفرنسي إد وافته المنية في 9 أبريل 1672.[فرن 25]

لم تكن لدى مولاي رشيد أية علاقات دبلوماسية مع بريطانيا العظمى، لا سيما أن البريطانيين قدموا دعمًا كبيرًا لأحد منافسيه، الرايس الخضر غيلان [فرن 13]، ولكن أيضًا لاحتلالهم مدينة طنجة، التي سعى مولاي رشيد لاستعادتها. وذلك بإرسال جيوش من الخيالة على وجه الخصوص.[27] وخلافا لأخيه محمد بن شريف، لم يدخل مولاي رشيد في صراع مع الدولة العثمانية المجاورة، بل أكد الاتفاق الذي سبق أن وقعه شقيقه والذي يعتبر تافنا بمثابة الحدود بينه وبين الدولة العثمانية.[فرن 26]

التنظيم العسكري[عدل]

كما كانت عادة السعديين، اعتمد رشيد بن الشريف بشكل رئيسي على قبائل بني معقل، وهي قبائل عربية صحراوية، وهم الأغلبية سكان تافيلالت. وبالتالي فإن قبائل الجيش الرئيسية تنحدر من هذه القبائل العربية المتواجدة في منطقة وجدة وتافيلالت وسوس وبلاد صنهاجة الصحراء وبلاد شنقيط.[فرن 27] كانت قبائل الجيش معفاة من الضرائب، وتمنح الأراضي مقابل مشاركتها في العمليات العسكرية.[فرن 28] اعتمد مولاي رشيد على قبائل بني معقل العربية بمنطقة وجدة التي ساندته في حربه ضد أخيه محمد بن الشريف. كما شكلت قبيلة بني يزناسن والقبائل العربية في سهول أنجاد وشيرج أجزاء كبيرة من جيشه. [وب-فرن 1]، كما اعتمد على كيش عربي بربري من قبائل المنطقة الحدودية لوجدة وشرق، أعاد مولاي رشيد تأسيسه وأقره بشمال فاس.[فرن 29][30] أصبح هذا الجيش رأس حربة الجيش العلوي تحت قيادة مولاي رشيد، ولعب دورا بارزا في معركة سهل أنجاد.[فرن 8]

كما شكل الحراطين حرس للسلاطين، لا سيما خلال هذه الحملات توحيد المغرب. يُعرفون أيضًا باسم المور السود، ويتمتعون بمكانة خاصة. ليسوا عبيدًا ولا أحرارًا، وليس لهم حق امتلاك الأرض مع أنهم يستطيعون العمل فيها.[فرن 30]

عملات معدنية[عدل]

العملات الفضية ( الموزونة ) التي ضربت في عهد مولاي رشيد ما بين 1670-1671.

وحدة الحساب المستخدمة في عهد مولاي رشيد كانت المثقال الفضي بدلا من المثقال الذهبي. كما سك عملة، الموزونة، من الفضة أيضًا، وزنها 1,742 جرام، أي وزن ربع مثقال ذهبي سعدي، مما يؤكد اقتصار السلطان عللى ستخدام العملات الفضية. لذلك تم تداول ثلاث عملات فضية في البلاد في هذا الوقت. ومع ذلك، ظلت العملات المعدنية المسكوكة خلال العصر السعدي شائعة الاستخدام من قبل المغاربة في ذلك الوقت.<[فرن 20]

بعد الاستيلاء على مراكش، طوال السنوات الثلاث الأخيرة من حكمه، حاول مولاي رشيد إحياء التجارة في البلاد، من أجل تحقيق الرواج. وكان سك العملات المعدنية مسألة سيادية في ذلك الوقت، ورغم تأثير العملات الأجنبية، ظلت عملات السلاطين مرجعا. وعلى عكس السعديين، وبسبب ندرة الذهب، افتتح مولاي رشيد سك الفضة العلوية سنة 1669.[فرن 20] تم سك أول عملة معدنية تسمى الرشيدية بناء على طلب التجار في فاس الذين كانوا يشكون من ندرة العملة، فقام مولاي رشيد بإقراضهم مبلغ 1 052 مثقال لهم.[23]

كما كرس السلطان رشيد نفسه لسك العملات النحاسية. ففي عام 1671، أمر مولاي رشيد بضرب الفلوس ةهي عملة نحاسية المستديرة عوض العملة المربعة الشكل، الأوشكوبية، وقرر أنه من الآن فصاعدا، ستكون 24 قطعة قطعة فلوس تساوي موزونة، بدلا من 48 سابقا.[26]

وبعد وفاته، كرس شقيقه مولاي إسماعيل، نفسه لسك الذهب منذ عام 1678، فأصبح الدينار العملة المرجعية.[فرن 20]

النشاط الثقافي[عدل]

كان الرشيد يحضر بعض المجالس العلمية كما هو الشأن بالنسبة لحضوره لبعضها في جامع القرويين. وشجع العلماء من اجل التأليف. تمكن المولى الرشيد من القضاء على الدلائيين، دمر موقع الشبانات بمراكش ونظف منطقتي تافيلالت والغرب من كل المنافسين. وقبل ذهابه في حملات لمواجهة الشاوية وأيت عياش، قام بتعيين قاض جديد بفاس هو محمد المجاسي كما عين مشرفا جديدا على جامع القرويين وهو محمد البوعناني في دجنبر 1668م.وُصِف مولاي رشيد بأنه طموح. [فرن 31] وأنه حكيم وفطن سياسيا. [31]

وقد عرف مولاي رشيد باحترامه للعلماء وإكرامهم ودعمهم. فازدهر العلم في عهده. [32] وحسب إحدى الروايات أرسل يطلب حضور عالم لقصره، فأبى، مستشهداً بقول الإمام مالك : «المرء يأتي إلى العلم، لا يأتي إليك». [33] فذهب مولاي رشيد إلى دار العالم للدراسة. بحسب القادري، حضر مولاي رشيد في دروس الشيخ اليوسي في جامعة القرويين . [33]

في هذه الفترة بدأ الحسن اليوسي يلقي دروسا بجامع القرويين، وكانت هذه الدروس تثير اهتمام وانتباه الكثيرين. وقد اعتاد السلطان المولى الرشيد على حضور هذه الدروس بدوره.[وب-عر 1]

وفي نفس الإطار تم تشييد مجموعة من المعالم كمدرسة راس الشراطين بفاس، وخزانة علمية بالجامع الاعظم بفاس الجديد، وسنت في فترة حكمه نزهة سنوية للطلبة بعد كبح جماح اليهودي ابن مشعل في حصن بجبال بني يزناسن بمساعدة 500 طالب.

كما بنى كنيس ابن دنان سنة 1666 بعد أن استقدم جزءاً كبيرا من الطائفة اليهودية من زاوية إيت إسحاق لإحياء النشاط الاقتصادي في مدينة فاس.

أسرته[عدل]

تزوج السلطان مولاي رشيد من زوجتين سنة 1666 : بنت الشيخ اللواتي,[فرن 32][إنج 1] وبنت عبد الله أعراس.[فرن 32] كان لديه ولدان، ولم تدكر إن كانت له بنات أم لا.

كانت جاريته المفضلة إسبانية، أسكنها في أكثر الشقق المزخرفة في حريمه.[فرن 33] وكانت إحدى محظياته الأخرى بحسب بعض المصادر عائشة مباركة.[وب-عر 2]

وبعد وفاة مولاي رشيد في أبريل 1672، خلفه أخوه مولاي إسماعيل، حيث كان أبناؤه صغارا رضعًا غير مؤهلين للسلطنة حسب الأعراف.[إنج 2] وتزوج السلطان الجديد من أرملته الأولى [فرن 34] وأصبح وصيا على أبنائه الصغار إلى غاية 1680، عندما أرسلهم مع ابنه الأكبر للعيش في تافيلالت.[إنج 3]

حواش[عدل]

  1. ^ يشتمل الشرق عل العديد من القبائل الموجودة في الحدود الجزائرية المغربية حاليا.
  2. ^ اللمطيون أصلهم من اليمن، يرجع نسبهم إلى ملوك حمير.

المراجع[عدل]

فهرس المنشورات[عدل]

بالعربية
  1. ^ الناصري، أحمد بن خالد. الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى. المملكة المغربية: دار الكتاب. مؤرشف من الأصل في 2020-04-09. {{استشهاد بكتاب}}: |موقع= تُجوهل (مساعدة)
  2. ^ عبد الرحمن بن زيدان. المنزع اللطيف في مفاخر المولى إسماعيل بن الشريف. ص. 31.
  3. ^ الناصري (1997)، ص. 36. .
  4. ^ الناصري (1997)، ص. 20. .
  5. ^ El Alaoui (2008)، ص. 31. .
  6. ^ الناصري (1997)، ص. 38. .
  7. ^ أ ب أبو القاسم الزياني (1886)، ص. 12. .
  8. ^ الناصري (1997)، ص. 39. .
  9. ^ أ ب أبو القاسم الزياني (1886)، ص. 14. .
  10. ^ أ ب الناصري (1997)، ص. 40. .
  11. ^ أ ب ت ث الناصري (1997)، ص. 41. .
  12. ^ أ ب ت أبو القاسم الزياني (1886)، ص. 15. .
  13. ^ الناصري (1997)، ص. 43. .
  14. ^ أ ب ت الناصري (1997)، ص. 44. .
  15. ^ أ ب ت ث أبو القاسم الزياني (1886)، ص. 16. .
  16. ^ أ ب ت ث الناصري (1997)، ص. 45. .
  17. ^ أ ب ت الناصري (1997)، ص. 46. .
  18. ^ أ ب أبو القاسم الزياني (1886)، ص. 17. .
  19. ^ أ ب أبو القاسم الزياني (1886)، ص. 18. .
  20. ^ الناصري (1997)، ص. 48. .
  21. ^ أ ب الناصري (1997)، ص. 49. .
  22. ^ الناصري (1997)، ص. 51. .
  23. ^ أ ب ت الناصري (1997)، ص. 52. .
  24. ^ أ ب أبو القاسم الزياني (1886)، ص. 21. .
  25. ^ أ ب ت الناصري (1997)، ص. 54. .
  26. ^ أ ب ت ث ج أبو القاسم الزياني (1886)، ص. 22. .
  27. ^ أ ب ت الناصري (1997)، ص. 56. .
  28. ^ أبو القاسم الزياني (1886)، ص. 23. .
  29. ^ الناصري (1997)، ص. 57. .
  30. ^ الناصري (1997)، ص. 55. .
  31. ^ Muḥammad al-Ṣaghīr ibn Muḥammad Ifrānī (1888). Nozhet-Elhâdi : Histoire de la dynastie saadienne au Maroc (1511–1670) (بالفرنسية). p. 494. Archived from the original on 2023-10-01.
  32. ^ Muḥammad al-Ṣaghīr ibn Muḥammad Ifrānī (1888). Nozhet-Elhâdi : Histoire de la dynastie saadienne au Maroc (1511–1670) (بالفرنسية). p. 503. Archived from the original on 2023-10-01.
  33. ^ أ ب trans. from Arabic by Eugène Fumet, Ahmed ben Khâled Ennâsiri. Kitâb Elistiqsâ li-Akhbâri doual Elmâgrib Elaqsâ [" Le livre de la recherche approfondie des événements des dynasties de l'extrême Magrib "], vol. IX : Chronique de la dynastie alaouie au Maroc (PDF) (بالفرنسية). Ernest Leroux. p. 58. Archived from the original (PDF) on 2021-10-04. Retrieved 2021-10-23.
بالإنجليزية
  1. ^ Patricia Ann Mercer. Political and military developments within Morocco during the early Alawi Period (1659–1727) (PDF) (بالإنجليزية). SOAS University of London. p. 74. Archived from the original (PDF) on 2024-03-15.
  2. ^ Patricia Ann Mercer. Political and military developments within Morocco during the early Alawi Period (1659–1727) (PDF) (بالإنجليزية). SOAS University of London. p. 94. Archived from the original (PDF) on 2024-03-15.
  3. ^ Patricia Ann Mercer. Political and military developments within Morocco during the early Alawi Period (1659–1727) (PDF) (بالإنجليزية). SOAS University of London. p. 129. Archived from the original (PDF) on 2024-03-15.
بالإسبانية
  1. ^ de Epalza, Mikel (1992). Los Moriscos antes y después de la expulsión (بالإسبانية). Madrid: Mapfre. p. 106. ISBN:84-7100-249-3..
بالفرنسية
  1. ^ Archives marocaines, الجزء الثامن عشر (1912)، ص. 1. .
  2. ^ أ ب L'Économiste, p. 4. .
  3. ^ أ ب Harakat، Brahim (1973). "Le makhzen sa'adien". Revue de l'Occident musulman et de la Méditerranée. Aix-en-Provence: Association pour l'étude des sciences humaines en Afrique du Nord ع. 15–16: 43–60. مؤرشف من الأصل في 2023-11-18..
  4. ^ Marchat (2013), p. 49. .
  5. ^ Archives marocaines, volume XVIII (1912)، ص. 28. .
  6. ^ أ ب ت L'Économiste، ص. 8. .
  7. ^ أ ب ت ث ج Hamet (1923)، ص. 322. .
  8. ^ أ ب ت Rivet (2012)، ص. 225. .
  9. ^ L'Économiste، ص. 9. .
  10. ^ Rivet (2012)، ص. 236. .
  11. ^ أ ب Ernest Mercier، ص. 269. .
  12. ^ Archives marocaines, volume XVIII (1912)، ص. 58. .
  13. ^ أ ب Archives marocaines, volume XVIII (1912)، ص. 59. .
  14. ^ أ ب Archives marocaines, volume XVIII (1912)، ص. 60. .
  15. ^ Archives marocaines, volume XVIII (1912)، ص. 61. .
  16. ^ Archives marocaines, volume XVIII (1912)، ص. 62. .
  17. ^ Ernest Mercier، ص. 270. .
  18. ^ Germain Mouette (1683). Histoires Des Conquestes De Mouley Archy, Connu Sous Le Nom De Roy De Tafilet (بالفرنسية). Edme Coutirot. pp. 41–51. Archived from the original on 2023-10-01.
  19. ^ Archives marocaines, volume XVIII (1912)، ص. 63. .
  20. ^ أ ب ت ث L'Économiste، ص. 38-40. .
  21. ^ H. Gaillard, Une ville de l'Islam: Fès, ص. 76-77 .
  22. ^ É. Michaux-Bellaire et A. Péretié (décembre 1911). "Les Marabouts (2)". Revue du monde musulman. ج. 16 ع. 12: 338. مؤرشف من الأصل في 2023-09-29. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  23. ^ Hamet (1923)، ص. 338. .
  24. ^ أ ب ت A. Gaudio, Fès : joyau de la civilisation islamique, ص. 28 .
  25. ^ Saied، ص. 33. .
  26. ^ Magali Morsy, La relation de Thomas Pellow : une lecture du Maroc au XVIII{{{2}}} قرن, éd. Recherche sur les civilisations, Paris, 1983, ص. 127 .
  27. ^ >Archives marocaines, volume XXVIII (1931)، ص. 19. .
  28. ^ Bensoussan (2012)، ص. 67. .
  29. ^ Archives marocaines, volume XXVIII (1931)، ص. 24. .
  30. ^ L'Économiste، ص. 16.
  31. ^ Germain Mouette (1683). Histoires Des Conquestes De Mouley Archy, Connu Sous Le Nom De Roy De Tafilet (بالفرنسية). Edme Coutirot. p. 4. Archived from the original on 2023-10-01.
  32. ^ أ ب Moüette, Germain (1683). Histoires des conquestes de Mouley Archy, connu sous le nom de roy de Tafilet et de Mouley Ismaël, tous deux rois de Fez, de Maroc, de Tafilet, de Sus, etc (بالفرنسية). p. 28-35. Archived from the original on 2023-12-11. Retrieved 2023-09-30.
  33. ^ Moüette, Germain (1683). Histoires des conquestes de Mouley Archy, connu sous le nom de roy de Tafilet et de Mouley Ismaël, tous deux rois de Fez, de Maroc, de Tafilet, de Sus, etc (بالفرنسية). p. 440. Archived from the original on 2023-12-11. Retrieved 2023-09-30.
  34. ^ Moüette, Germain (1683). Histoires des conquestes de Mouley Archy, connu sous le nom de roy de Tafilet et de Mouley Ismaël, tous deux rois de Fez, de Maroc, de Tafilet, de Sus, etc (بالفرنسية). p. 187. Archived from the original on 2023-12-11. Retrieved 2023-09-30.
بالبرتغالية

فهرس الويب[عدل]

بالعربية
  1. ^ العلامة الحسن اليوسي (1) بقلم: رشيد نجيب الجماعة
  2. ^ "زيدانة.. ضعف أمامها مولاي إسماعيل قاطع الرؤوس ودفعته إلى قتل ضرتها وابنهما!". Archived from the original on 2023-01-27.
بالإنجليزية
بالفرنسية
  1. ^ "La Tribu Cheraga". Tribusdumaroc.free.fr. مؤرشف من الأصل في 2024-04-06. اطلع عليه بتاريخ 28 septembre 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة).

معلومات المنشورات الكاملة[عدل]

مرتبة حسب تاريخ النشر

قبله:
محمد الأول 		سلطان المغرب
1672 - 1727 		بعده:
مولاي إسماعيل


مجلوبة من «https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=الرشيد_بن_الشريف&oldid=66876563»