إضراب طلبة الطب والصيدلة 2023

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
إضراب طلبة الطب والصيدلة 2023
احتجاجات "أطباء الغد" أمام قبة البرلمان بالرباط

البلد  المغرب
التاريخ 16 دجنبر 2023 - مستمر
السبب
  • التنزيل العشوائي لقرارات وزارية أحادية ومصيرية دون مناقشتها مع هيئة ممثلي الطلبة.
  • التأخر غير المبرر في إخراج دفتر الضوابط البيداغوجية للسلك الثالث.
  • رفض قرار تخفيض مدة التكوين نظرا لغياب النصوص التنظيمية.
  • الزيادات غير المقننة لعدد الوافدين الجدد في ظل غياب القدرة الاستيعابية.
  • غياب أراضي التدريب الاستشفائية (المستشفى الجامعي) بكل من أكادير، العيون، كلميم، بني ملال والراشيدية.
  • الوضعية القانونية غير المهيكلة للطلبة خلال المداومات.
  • التعويضات الهزيلة للطلبة عن المداومات النهارية والليلية.
المشاركين طلبة شعب الطب والصيدلة وطب الأسنان بجميع كليات المملكة.

اضراب طلبة الطب والصيدلة بالمغرب 2023 هو نوع من التحركات الاحتجاجية التي تم قيادتها من قبل طلاب كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان والمتدربين وممثليهم في اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان. جاء هذا الاحتجاج ردًا على قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، بتقليص فترة الدراسة في كليات الطب والصيدلة من 7 إلى 6 سنوات، بهدف زيادة عدد الأطباء الخريجين.[1]

شهدت هذه الحركة الاحتجاجية العديد من التصعيدات، منها الوقفات الاحتجاجية والإنزال الوطني أمام قبة البرلمان في الرباط يوم الخميس 07 دجنبر 2023. اختتمت بمقاطعة كاملة مفتوحة للدروس النظرية والتطبيقية والامتحانات في جميع كليات الطب والأسنان في المغرب، إلى جانب إعلان الطلبة والمتدربين أخذ إضراب مفتوح اعتبارًا من السبت 16 دجنبر 2023؛ حيث قدم الطلاب ملفا مطلبيا شاملا يُظهر جميع مطالبهم إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الصحة.[2]

الخلفية[عدل]

تخفيض مدة التكوين[عدل]

قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية بتاريخ 18 فبراير 2022[1]، إن توجيه الاهتمام نحو توفير التغطية الصحية لجميع المغاربة يشكل الهدف الرئيسي وراء قرار تقليص مدة دراسة الطب في الكليات إلى ست سنوات.

سجل ميراوي أن النموذج التنموي السابق كان ينص على فترة دراسية قدرها خمس سنوات فقط، ولكن بعد المشاورات، تم اعتماد فترة دراسية تبلغ ست سنوات لدراسة الطب بدلاً من سبع سنوات.

وكشف المسؤول الحكومي أنه تم التواصل مع عمداء المؤسسات لتنسيق تفاصيل تنفيذ هذا التغيير، مُوضحاً الإجراءات الضرورية من حيث الأعداد الكافية للأساتذة والبنايات لضمان نجاح هذه الخطوة.

ميراوي أوضح أن تحقيق التغطية الصحية الشاملة يتطلب توفر عدد كبير من الأطباء والممرضين، مشدداً على أهمية تنفيذ الخطة الجديدة لضمان تحقيق الأهداف المستهدفة.

وفي السياق نفسه، أكد أن سنوات التكوين ستنخفض من 7 سنوات إلى 6 سنوات، مع زيادة عدد المقاعد الدراسية المتاحة للطلاب في كليات الطب والصيدلة وكليات طب الأسنان بالمغرب.

رد فعل الطلبة[عدل]

رأى الطلبة هذا القرار كخرق صريح للفقرة 11 من نص "الاتفاق بين وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر والتنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان سنة 2015"[3] والتي تنص على ما يلي:

11. إشراك التنسيقية الوطنية لطلبة الطب في جميع ورشات الإصلاح التي تهم طلبة الطب وطب الأسنان بالمغرب.

وبالرغم من إنزال القرار بشكل فجائي دون أدنى إشراك للجنة ممثلي الطلبة وعدم احترام الاتفاق إلا أن الطلبة اختاروا تجاهل الخرق، و تركه يمر مرور الكرام والتمسك بأمل إنزال نص منظم يرضي الأطراف.

غير أن القشة التي قسمت ظهر البعير هي تماطل الوزارة في وضع النص المنظم للسلك الثالث في ظل الاستغناء عن السنة السابعة تماطلا دام أزيد من سنتين دون أن يلوح بصيص أمل "دفتر بيداغوجي" في الأفق، خصوصا وأن الموسم القادم 2024 - 2025 سيعرف وصول أول دفعة للسنة السادسة حسب "النظام الجديد" في ظل غياب معطيات حول الكيفية التي سيتم بها تكديس السلك الثالث من الدراسات الطبية في سنة واحدة.

وما زاد الطين بلة هو سياسة زيادة عدد الوافدين الجدد[4] المعتمدة بتعليمات من وزارة ميراوي، والتي أدت إلى اكتظاظ في المدرجات الدراسية وأراضي التدريب الإستشفائية، دون أي جهود ملموسة لتحسين القدرة الاستيعابية للكليات أو المستشفيات، وما لهاته السياسة من إشكالات خطيرة حول جودة التكوين.

وفي ظل سياسة الضبابية والعشوائية التي يراها الطلبة تهدف إلى إنتاج أطباء "أرقام" لا أطباء أكفاء، بدأ طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بجل ربوع المملكة ممارسة حقهم المشروع في الاحتجاج.

المسلسل النضالي[عدل]

احتجاجات محلية[عدل]

اندلعت الحركة الاحتجاجية بأشكال محلية على مستوى كل كلية على حدة ، حيث أخذت هذه التحركات توجيهها بمواكب احتجاجية تعتمل بالحماسة، متضمنة إضرابات وطنية تشمل الدروس النظرية والتطبيقية والتدريبات الاستشفائية، مع إستثناء المداومات النهارية والليلية ومهام الإنعاش لأيام متفرقة من بداية الموسم الدراسي 2022 - 2023. واُتخذ هذا القرار بناءً على ما توضحه بلاغات اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، حيث ألقت باللوم على وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والصحة والحماية الاجتماعية، بسبب عدم تحقيقهما لوعودهما السابقة، وتقليص سنوات الدراسة دون توضيح واضح حول السلك الثالث ومستقبل الدراسات الطبية في المغرب.[5]

وتجاه إصرار الوزارتين على سياسة الصمت والتجاهل، لم يجد الطلاب وممثلوهم سوى اللجوء إلى خطوات تصعيدية أكثر حدة، معبرين عن استيائهم الشديد تجاه تقاعس الحكومة وعدم استجابتها لمطالبهم المشروعة.

الإنزال الوطني الأول أمام قبة البرلمان[عدل]

دعت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلية بالمغرب، إلى تنظيم إنزال وطني، عن طريق وقفة وطنية احتجاجية أمام قبة البرلمان بالرباط، يوم الخميس 07 دجنبر 2023، مُرفقا بإضراب وطني شامل عن الدروس النظرية والتطبيقية والتداريب الاستشفائية والمداومات الليلية والنهارية يومي الخميس والجمعة 07 و08 دجنبر 2023.[6] في خطوة عبرت عن مدى سخط الطلبة وامتعاضهم من التعنت المستمر الذي تمارسه الوزارة وهدفت للحصول على رد فعل واضح ومستعجل عن مطالبهم.

غير أن الوزارتين أعارتا الطلبة "أذنا صماء"، حيث لم توجه لهم أي دعوة لحوار مباشر للاستماع والنقاش، في خطوة رآها الطلبة تعمل كوقود يُلقى على النار وتجاهلا صريحا لجو الاحتقان والسخط الذي يسود الطلبة وأهاليهم.

دخول الطلبة في إضراب مفتوح[عدل]

قرر طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان الدخول في “إضراب شامل ومفتوح” عن التداريب الاستشفائية والدروس النظرية والتطبيقية، مع مقاطعة جميع الامتحانات، ابتداء من يوم السبت 16 دجنبر 2023[7] في خطوة اعتبروها الحل الوحيد المتبقي لضمان استجابة فعلية من الوزارتين. واعتبرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، في بيان لها أن هذه الخطوة الاحتجاجية تأتي في خضم “المسلسل النضالي الذي يعيشه طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، دفاعا عن جودة التكوين مع استمرار مسلسلي الضبابية والاكتظاظ” في حين تحمل الوزارتين المسؤولية التامة عن كل أشكال التصعيد والشلل الذي طال كليات الطب والمستشفيات التابعة لها.

تصويت طلبة الطب و الصيدلة على قرار المقاطعة

ويأتي القرار بعد نتائج تصويت استفتائي نزيه علني في جميع كليات الطب بالمغرب والتي عرفت شبه إجماع من الطلبة للدخول في إضراب مفتوح بنسبة تعدت الخمس التسعين بالمائة (95%). وتأتي هذه الخطوة الجريئة كتعبير صارخ عن استياء الطلبة واستنكارهم للوضع الراهن، حيث يعتبرونها آخر وسيلة متاحة لهم للدفاع عن حقوقهم الأكاديمية وضمان تحسين جودة التعليم والتدريب الطبي. وفي ظل التحديات التي يواجهونها، يصبح الإضراب المفتوح خيارًا حاسمًا يرمز إلى قوة ووحدة صوت الطلبة في مواجهة ما يرونه تقاعسًا وإهمالًا من الجهات المعنية.

كما وضعت اللجنة رهن الوزارتين ملفا مطلبيا تم تدارسه والتصويت عليه بالإيجاب في جموع عامة وطنية تقريرية ومصيرية لطلبة الطب و الصيدلة وطب الأسنان، وجعلت رجوع الطلبة الى صفوف الدراسة رهينا بتحقيق محاوره.

الإنزال الوطني الثاني أمام قبة البرلمان[عدل]

بعد مرور أزيد من شهر من مقاطعة كل من الدروس والإمتحانات وكذا التداريب الاستشفائية دون أي جواب مرضي ومقنع من الوزارتين المعنيتين (وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار)؛ عاد طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان إلى ممارسة حقهم في الاحتجاج، باعتباره من وسائل التعبير وإبداء الرأي التي يضمنها الدستور المغربي حسب الفصل 25[8]، وذلك بإنزال سلمي وطني أمام قبة البرلمان يوم الجمعة 19 يناير 2024 بالعاصمة الرباط؛ إنزال كان من المزمع أن يكون مسيرة سلمية على الأقدام من مقر وزارة الصحة والحماية الإجتماعية إلى قبة البرلمان، إلا أن المسيرة لم تبصر النور؛ إذ قُوبلت برفض مفاجئ من السلطات. وفي هذا السياق، أفاد ياسر الشرقاوي، رئيس مكتب طلبة الطب بالرباط، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية بأن "تم اتخاذ قرار من قبل السلطات بمنع المسيرة التي وضعنا بلاغا بوقوعها قبل أكثر من 72 ساعة. ورغم ذلك، نحن نحترم قرار السلطات، ولهذا السبب اكتفينا بتنظيم وقفة أمام البرلمان."[9]

وصل الطلبة أمام البرلمان بأعداد غفيرة؛ حيث شارك عدد كبير غير مسبوق من الطلبة من كافة أرجاء المملكة في هذه الفعالية الاحتجاجية، التي اعتبروها صوتا مصيريا لتحقيق مطالبهم المشروعة، واستمرت الوفود الطلابية في التجمع أمام قبة البرلمان، رغم رفض السلطات للمسيرة المخطط لها، حيث أعرب الطلاب عن تصميمهم على التمسك بحقوقهم ومطالبهم المشروعة. كما رفع الطلبة شعارات تعبيرية تندد بالوضع الحالي وتطالب بتحسين ظروف التعليم والرعاية الصحية في البلاد.

وأكد الطلاب، في تصريحات مختلفة للصحافة[10][9]، أن الهدف من هذه الوقفة الاحتجاجية هو جعل صوت الطلاب مسموعًا وفهم آلامهم وتحدياتهم التي يواجهونها في ظل الظروف الراهنة. وطالب الطلبة بفتح قنوات حوار فعّالة مع السلطات للعمل على إيجاد حلول جادة لمشاكل التكوين التي يواجهونها.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي في سياق مطالب عديدة تتعلق بجودة التعليم والرعاية الصحية في المملكة، وتعكس إرادة الطلاب في المطالبة بتحسين البنية التحتية للتعليم وتوفير الظروف الملائمة للتدريس والتعلم والتدريب في كل من الجامعات والأراضي الإستشفائية.

الإنزال الوطني الثالث أمام قبة البرلمان[عدل]

دعت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب، إلى تنظيم إنزال وطني ثالث، أمام قبة البرلمان بالرباط، يوم الخميس 29 فبراير 2024، بعد أزيد من شهرين و نصف من مقاطعة الدروس والإمتحانات وكذا التداريب الاستشفائية في كليات الطب والصيدلة بربوع المملكة، ردا عن تصريح وزيري الصحة والعليم العالي اللذان أعلنا عن البدء في اجراءات جزرية ضد الطلبة المضربين كمنح نقطة الصفر لمقاطعي الإمتحانات، وكذا تصريح وزير التعليم العالي الذي يفيد أن الطلبة "محرضون" من أفراد أو أقليات معينة و"مرغمون" على الخوض في هذه المقاطعة دون رضاهم تحت ظروف ترهيب وتخويف تمارس عليهم من طرف زملائهم؛ تصريح اعتبرته اللجنة مغلوطا ويضرب ضربا صريحا في مصداقية ومشروعية المقاطعة التي لم يتم الدخول فيها إلا بعد تصويت ايجابي بلغت نسبته أزيد من 95%، وتأكد على أن هذه المقاطعة قادها الطلبة من أجل الطلبة والدفاع عن حقوقهم المهضومة.

ولإثبات رغبتهم الكاملة وإصرارهم على المطالبة بحقوقهم، حج طلبة الطب من شتى أطراف المملكة نحو العاصمة الرباط لتوضيح أن القرار قرارهم والخيار خيارهم وأن إستمرار المقاطعة بيدهم دون أي ترهيب من أي جهة مهما كانت، إلا أن الوزارتين بألاعيبهما الملتوية وأياديها الخفية كانت تتربص بهم تربص الذئب بفريسته وتنتظر الانقضاض؛ إذ منع طلبة كلية الطب بكل من وجدة وأكادير من التنقل في التراب الوطني، واُقْتيدوا كالمجرمين خارج وسائل نقلهم بل وجُر آخرون إلى مخافر الشرطة دون أي تهمة ثابتة، في خرق واضح وصريح لما جاء به الفصل 24 من الدستور المغربي2011[11]:

[...] حرية التنقل عبر التراب الوطني والاستقرار فيه، والخروج منه، والعودة إليه، مضمونة للجميع وفق القانون.

وكذا ما جاءت به المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية للأمم المتحدة والذي صادقت عليه المملكة المغربية سنة 1977[12]:

1. لكل فرد يوجد على نحو قانوني داخل إقليم دولة ما حق حرية التنقل فيه وحرية اختيار مكان إقامته.

كما ان الأسلوب التعسفي الذي اقتيد به الطلبة خارج وسائل نقلهم لم يزد إلا في حدة حنق وغضب الطلبة وحقدهم على الوضعية المزرية التي يعيشونها، حيث تم طردهم بطريقة مهينة في جوف الليل في أماكن بعيدة بعشرات الكيلوميترات عن محل إقامتهم، وعاشوا ليلة تصفها إحدى طالبات كلية أكادير بأنها "أشبه بكابوس مرعب مشبع بأحاسيس السخط والحنق و"الحكرة"، كان هناك شعور بالخطر والترقب في هواء المحطة الطرقية التي هُجرنا فيها وصار أقصى آمالنا العودة إلى منازلنا سالمين" في حين رفض آخرون الاستسلام والخضوع لسطوة السلطات وخاضوا "مغامرة" صعبة ومتعرجة المسالك للحاق بالركب وضمان أن صوتهم سيظل مسموعا وأن مطالبهم البسيطة و"الخبزية" ستجد من يهتف بها.

وبالرغم من التضييقات الممنهجة لردع وتكميم صوت الطلبة، في محاولة بئيسة ويائسة من الوزارتين لتقليل عدد الوافدين إلى الإنزال الوطني، إلا أن الطلبة لم يكونوا قطيع غنم ينتظر انقضاض الذئب، بل كانوا أسودا تصدوا لترهيب الوزارتين بـ"هجمة مرتدة"؛ إذ ناهز عدد المشاركين في الوقفة 9 آلاف طالب وطالبة من مختلف كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان العمومية بالمغرب[13] مدعومين بآباءهم وأولياء أمورهم للتعبير عن تشبثهم بكل ما تضمنه ملفهم المطلبي وللدفاع عن حقهم في الإضراب المشروع دستوريا ودوليا، رافعين شعارات شديدة اللهجة ضد وزير التعليم العالي عبّروا من خلالها عن رفضهم القاطع لتصريحاته حول موافقة غالبية الطلبة المعنيين للمقترحات الحكومية وعدم تأثرهم بالإجراءات الوزارية، وأنهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى لو عنى ذلك الوصول إلى نقطة الصفر التي وعدهم بها الوزير في حالة استمرارهم في مقاطعة الدروس والتداريب الاستشفائية. وأكد الطلبة على استمرارهم في احتجاجاتهم السلمية كحق مشروع يكفله القانون، وأنهم عازمون على المضي قدما في نضالهم حتى تحقيق مطالبهم العادلة.

حل مكاتب الطلبة ومنع أنشطتها وتوقيف ممثلي الطلبة[عدل]

قررت عميدة كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء أنه “ابتداء من 19 مارس 2024 تُحل جميع مكاتب الطلبة بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء ابتداء من نفس التاريخ، وتحظر جميع أنشطة المكاتب سالفة الذكر”[14]، وأسند تنفيذ هذا المقرر إلى إدارة كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، وصدر مقرر مماثل عن رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط بالنيابة بحل نوادي الطلبة بكلية الطب والصيدلة BDEM وCEP وبحظر جميع أنشطتها داخل الجامعة. في خطوة تلعب فيها الوزارتين أوراقها الأخيرة وتحاول قمع المقاطعة بتنحية رؤوسها جاهلة أن مستقبل هذه الأخيرة ليست بيد شخص واحد أو جهة معينة، بل بيد كل فرد اجتاز امتحانات القبول بنجاح بكلية الطب والصيدلة العمومية.

كما تمادت لدرجة استدعاء 52 طالبا[14] على الصعيد الوطني لمجالس تأديبية تحت أعذار واهية وباطلة، قصد تخويفهم وبث الرعب في قلوبهم، الا أن هذه الممارسات الجبانة لن تزعزع اصرارهم واصرار كافة طلبة الطب على التمسك بحقهم والدفاع باستماتة عنه.

ثم بدأ سباق التوقيفات، إذ وزعت ازيد من 30 سنة متفرقة ومتنوعة بين توقيف وطرد على عدد من ممثلي الطلبة، ونالت كلية الطب التابعة لجامعة الحسن الأول بوجدة الصدارة بحصيلة 8 طلاب أُصدرت في حقهم قرارت توقيف لمدة موسمين جامعيين من مجمل كليات الجامعة، وإقصاء طالب من كلية الطب ووجدة إقصاء نهائيا مصحوب بتوقيف لمدة موسمين جامعيين. ولم تتخلف كلية الطب بالرباط عن الركب؛ إذ انضمت لسباق التوقيفات بما مجموعهُ لحد الساعة ثلاثة طلاب تم توقيفهم لمدة عامين[15]، وذلك بناءً على نتائج المجلس التأديبي المنعقد بتاريخ 21 مارس 2024. فيما قررت كلية الطب بطنجة إقصاء طالبين من المؤسسة مع منعهما من التسجيل لموسمين جامعيين[16]. كما دخلت كلية الطب ببني ملال السباق بقوة بعد إعلانها عن طرد طالب بصفة نهائية من الكلية مع توقيفه مدى الحياة من التسجيل في كل كليات الجامعة. قرارات أقل ما يمكن ان يقال عنها انها كارثية وجائرة في حق طلبة تهمتهم الوحيدة هي الدفاع والنضال من اجل حقوقهم، نضال يهدف بالدرجة الأولى الى تجويد التكوين، والنهوض بالصحة العمومية بالمغرب كنتيجة.

الإنزال الوطني الرابع أمام قبة البرلمان[عدل]

نظم طلبة الطب والصيدلة تحت لواء اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة وقفة احتجاجية رابعة يوم الاثنين 06 ماي 2024 أمام قبة البرلمان بالعاصمة الرباط، وقفة كان من المزمع تنظيمها يوم الخميس 25 ابريل 2024، غير أن الطلبة أجمعوا على تأجيلها كبادرة "حسن نية" وإظهاراً منهم لرغبتهم للحوار والتفاوض سعيا لحل يرضي الأطراف[17]. وطبعا لم تسلم هاته الوقفة مثلها مثل نظيراتها من تضييق السلطات وقمعها؛ إذ حُشدت قوات الأمن بقوة وأجهضت ما كان "مسيرة" من ساحة باب الاحد الى ساحة قبة البرلمان بل وكانت حريصة على منع انتقال المسيرة إلى الشارع الرئيسي محمد الخامس، وأجبرت المحتجين على اتخاذ طرق جانبية للوصول إلى ساحة البرلمان[18].

لكن الطلبة كعادتهم تسلحوا بروحهم النضالية ووحدتهم الطلابية وحرصوا على إنجاح وقفتهم، وواصلوا النداء بضرورة فتح حوار جدي مع الوزارات المعنية حول مطالبهم المتمثلة في تحسين جودة التكوين والإشراف، وكذا ضرورة الغاء قرارات التوقيف والطرد الصادرة في حق ممثلي الطلبة بربوع كليات المملكة تحت تهمة "التحريض"، تهمة أكد الطبة أنها ليست سوى افتراء محض ومحاولة جبانة لطمس روح النضال، وشددوا أن قرار الدخول في مقاطعة شاملة للدروس والتداريب والامتحانات لم يوضع الا بعد استفتاء ديموقراطي نزيه وحر عبّر فيه الطلبة بكل حرية عن موقفهم تجاه قرار المقاطعة، وإجماعهم على هذا القرار ما هو إلا نتيجة مباشرة لوعيهم بحقوقهم المهضومة واصواتهم المكتومة، وأن سياسة التجاهل التي تتبناها الوزارتين المعنيتين هي "المحرض" الرئيس والوحيد لاستمرار المقاطعة.

وأكد طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان على تمسكهم بمطالبهم الكاملة، بما في ذلك الدفاع عن ممثليهم الطلابيين المطرودين والموقوفين وكذا الطلبة المكررين، واعتبارهم نقاطًا لا رجعة فيها في ملفهم المطلبي. وحذرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة من أن قرار السلطات بإغلاق باب الحوار تحت ذريعة الاستجابة لجزء من المطالب فقط، لن ينتج عنه سوى تعقيد الأزمة وتأجيج الاحتقان. وشددت اللجنة على أن الواقع يختلف تمامًا عما تم الإعلان عنه، حيث لا تزال الخطوط الحمراء التي يطرحها الطلبة، مثل تقليص سنوات الدراسة الطبية، وتوسيع مجالات التدريب العملي، والزيادة الكبيرة في أعداد الطلبة الجدد، وقضايا الدراسات العليا، وزيادة قيمة المنح، لم يتم التعامل معها بشكل إيجابي. وشددت على ضرورة الاستجابة الكاملة لمطالبهم قبل التفكير في حل الأزمة[17].

وقفة بالشموع نظمها طلبة الطب والصيدلة بأكادير يوم 27 ماي 2024

وقفات بالشموع[عدل]

صورة لهيكل عظمي يرتدي رداءا طبيا أبيض بجانب تابوت، يجسد وضعية طلاب الطب

في خضم احتقان ملف طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، استمرت احتجاجاتهم المنددة بغياب أي مؤشرات للانفراج، حيث عمَّ الحراك الطلابي جل المدن المغربية. وتجلى ذلك في وقفات الشموع التي نظمها الطلبة بكافة مدن المملكة، آخرها بمدينة اكادير حيث خاضوا يوم السبت 27 ماي 2024 مسيرة ملحمية تقشعر لها الأبدان، مسيرة بالمئات انطلقت من المديرية الجهوية للصحة صوب ساحة الامل بأكادير. وارتدى الطلبة وزراتهم البيضاء وهتفوا بالصوت الواحد بشعارات تبعث الرهبة في النفوس ورفعوا صور ممثليهم الموقوفين كوسلية تعبير عن تضامنهم اللامشروط مع الممثليين واعتبار إسقاط قرارات التوقيف والطرد خطا احمر لا يقبل النقاش ولا عودة الى المدرجات الا بعد تحقيقه وحمل الآباء والأمهات رفقة ابنائهم الشموع، معبرين عن دعمهم للقضية ومطالبين برئيس الحكومة للتدخل العاجل لحل الملف[19].

وبلغة بليغة، عبّر الآباء المحتجون عن قلقهم إزاء مصير أبنائهم الطلبة، معتبرين أنهم "مستعدون للحوار بشأن ملفهم المطلبي وليسوا هواة إضرابات واحتجاجات". وأضافوا أن الامتحانات باتت على الأبواب دون أن يلوح في الأفق أي حل لهذه الأزمة.

وفي ذات السياق، حذرت عائلات طلبة الطب والصيدلة بمراكش من تصعيد آخر للملف، جراء توقيف ممثلي الطلبة وإصدار أحكام تجاوزت 30 سنة في حق 60 طالبًا، وصفوها بالسابقة التي لم يشهدها المغرب منذ عقود.

ينادي الطلبة بفتح حوار جدي لتفادي "سيناريو السنة البيضاء"، في ظل الاحتقان المتصاعد وغياب المؤشرات المشجعة لحل هذا الملف المعقد. وفي الآن ذاته ينفون كون هذا السيناريو ورقة ضغط أو تهديد بيد الوزارتين؛ إذ يرفعون شعارات من قبيل "سنة بيضاء ارحم من مستقبل أسود" يؤكدون من خلالها أنه لا خنوع ولا استسلام حتى النصر والظفر بالمطالب، وعودة الطلبة الموقوفين إلى مقاعدهم الدراسية حيث ينتمون[20].

تأجيل امتحانات الدورة الربيعية[عدل]

بدأت مؤشرات الحل تلوح في أفق أزمة طلبة الطب بالمغرب، حيث أعلنت عدة كليات للطب والصيدلة تأجيل امتحانات الدورة الربيعية المقررة في الثالث من يونيو الجاري، في خطوة تهدف إلى المساهمة في استئناف السير العادي للمؤسسات وإنقاذ السنة الدراسية الحالية. فقد اعلنت كلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير عن قرارها بتأجيل الامتحانات، موضحة أن هذا الإجراء يأتي في إطار فتح آفاق جديدة لاستئناف النشاط الطبيعي للكلية وإنقاذ العام الدراسي الحالي.وأشارت الكلية إلى أن قرارها جاء استجابة لمقترحات الأساتذة وطلبات الطلبة، مؤكدة أن البرمجة الجديدة للامتحانات سيتم الإعلان عنها لاحقًا.

وفي نفس السياق، اتخذت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، شأنها شأن أغلب كليات الطب بالمملكة، الخطوة ذاتها لصالح طلبة كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان.  حيث أفادت عمادة الكلية أن تأجيل الامتحانات يأتي سعيًا منها للمساهمة في استعادة السير الطبيعي للمؤسسة وإنقاذ السنة الدراسية، وأخذًا بعين الاعتبار مقترحات الأساتذة واستجابة لمطالب الطلبة[21].  

وأضافت الكليات أنه سيتم الإعلان قريبًا عن الجدول الزمني الجديد لهذه الامتحانات التي كان مقررًا إجراؤها اعتبارًا من الثالث من يونيو الحالي.

المطالب[عدل]

لتوضيح أسباب نضالهم، قدم طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان ممثلين باللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان ملفا مطلبيا[2] يشمل مطالبهم، ويأتي الملف بعد تنظيم جموع عامة تم خلالها التصويت بالإجماع على محاور الملف والذي يضم:

  • الرفض القاطع لقرار تخفيض مدة التكوين من سبع لست سنوات إلى حين الإصدار الكامل للنصوص التنظيمية والقانونية المؤطرة، والتعامل الكلي مع تبعيات هذا القرار (تخرج دفعتين في سنة واحدة...).
  • معالجة المشاكل والتقييدات الإدارية التي تكتنف اختيار ومناقشة الأطروحات.
  • إدراج مواد طب الأسرة مشروط بكونه اختياريا وغير ملزم لنيل شهادة الدكتوراه في الطب.
  • هيكلة السلك الثالث باستئناف العمل على على النظام الجديد للسلك الثالث بإشراك فعال ومباشر للجنة الوطنية، مع إعادة النظر في الوضعية القانونية للطبيب المقيم داخل وخارج أراضي التدريب الإستشفائية.
  • إعادة النظر في ظروف التكوين خلال السلك الثالث.
  • فتح المستشفى الجامعي بأكادير العمل على اعداد أراضي التدريب الاستشفائية بكل من العيون، كلميم، بني ملال والراشيدية.
  • إعادة تهيئة الأراضي الاستشفائية الحالية وتجهيزها بالمعدات اللازمة (معدات كافية، قاعات الدروس، مراحيض مخصصة...).
  • تهيئة أراضي التدريب الاستشفائية لطلبة طب الأسنان (كرسي علاج لكل طالبين على الأقل، التكفل المطلق بمعدات التكوين...).
  • تأطير وطني للتكوين النظري طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بوضع "مرجع عام" للمعارف والمهارات للطبيب والصيدلي وطبيب الأسنان يُوحد جميع الكليات.
  • هيكلة الشق التطبيقي للتكوين: وضع دفتر تحملات للتداريب الإستشفائية، تحديد أعداد المتدربين بكل مصلحة استشفائية، إنشاء لجنة مؤطرة للتداريب بكل كلية.
  • ضمان حق الطلبة في الاستفادة من التغطية الصحية والحماية من حوادث الشغل والأمراض المهنية.
  • إعادة النظر في قيمة التعويضات عن المهام (تعويض هزيل يقدر بـ 21 درهم لليوم)، ومعالجة طريقة صرفها يحيث يتم صرفها شهريا لا على دفعات.

مراجع[عدل]

  1. ^ أ ب "الوزير ميراوي يكشف تفاصيل تقليص الحكومة سنوات تدريس الطب بالمغرب". Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية. 18 فبراير 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-12-10. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-12.
  2. ^ أ ب "تفاصيل الملف المطلبي لطلبة كلية الطب و الصيدلة". 2M.ma (بالفرنسية). Archived from the original on 2024-01-13. Retrieved 2024-01-13.
  3. ^ "طلبة الطب يعودون إلى مقاطعة الدروس ويتوعدون بـ"دخول ساخن"". Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية. 31 يوليو 2019. مؤرشف من الأصل في 2024-01-13. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-13.
  4. ^ الشافي، خديجة (15 نوفمبر 2022). "طلبة الطب والصيدلة يتهمون وزارتي الصحة والتعليم العالي بالإخلال بالتزاماتهما". لوسيت أنفو بالعربية. مؤرشف من الأصل في 2023-09-27. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-13.
  5. ^ المستضرف، منال (23 أكتوبر 2023). "طلبة الطب في وقفاتٍ احتجاجية وإضرابات وطنية لهذا السبب". الجديد 24. مؤرشف من الأصل في 2023-10-26. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-13.
  6. ^ "Kech24: Maroc News ; كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية". كِشـ24 / Kech24. 7 ديسمبر 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-12-26. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-13.
  7. ^ "طلبة الطب والصيدلة يدخلون في إضراب مفتوح ويقاطعون التداريب - هبة بريس". 15 ديسمبر 2023. مؤرشف من الأصل في 2024-01-13. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-13.
  8. ^ "الكلمة الافتتاحية للسيد الرئيس المنتدب ، بمناسبة الندوة الدولية المنظمة بشراكة مع منظمة اليونسكو في موضوع :"دور القضاء في تعزيز حرية التعبير بالمنطقة العربية"". www.cspj.ma. مؤرشف من الأصل في 2024-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-23.
  9. ^ أ ب "طلبة كليات الطب والصيدلة يحتجون وسط الرباط دفاعا عن "التكوين الجيد"". Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية. 19 يناير 2024. مؤرشف من الأصل في 2024-01-22. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-23.
  10. ^ بريس, أنفاس. "لماذا لجأ طلبة الطب والصيدلة إلى مقاطعة الامتحانات والدخول في إضراب مفتوح؟". الكاتب (بالفرنسية). Archived from the original on 2024-01-23. Retrieved 2024-01-23.
  11. ^ "البـاب الثـانـي: الحريـات والحقـوق الأساسيـة". برلمان المملكة المغربية. 26 فبراير 2015. مؤرشف من الأصل في 2021-09-27. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-11.
  12. ^ "- OHCHR Dashboard". indicators.ohchr.org. مؤرشف من الأصل في 2024-02-11. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-11.
  13. ^ HAITAMI، PDG : Mohammed. "طلبة الطب والصيدلة والأسنان يؤكدون تشبثهم بمطالبهم في وقفة احتجاجية حاشدة بالرباط". الصحراء المغربية. مؤرشف من الأصل في 2024-02-29. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-11.
  14. ^ أ ب النباش، هشام (21 مارس 2024). "ميراوي يحل مكاتب طلبة الطب والصيدلة ويمنع جميع أنشطتها". مدار21. مؤرشف من الأصل في 2024-03-21. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-11.
  15. ^ ظلم (14 مايو 2024). "توقيف ثلاثة طلاب بكلية الطب والصيدلة بالرباط لمدة عامين". al3omk.com. اطلع عليه بتاريخ 2024-06-03.
  16. ^ "أزمة طلبة كليات الطب.. توقيفات الطلبة تتناسل بعدد من كليات المغرب". Le 360 Arabe. مؤرشف من الأصل في 2024-05-24. اطلع عليه بتاريخ 2024-06-03.
  17. ^ أ ب "طلبة الطب والصيدلة يؤجلون مسيرة وطنية". Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية. 26 أبريل 2024. مؤرشف من الأصل في 2024-05-21. اطلع عليه بتاريخ 2024-06-02.
  18. ^ مرتاح، سعد (6 مايو 2024). "القوات العمومية تمنع مسيرة احتجاجية لطلبة الطب المضربين (فيديو)". آشكاين. مؤرشف من الأصل في 2024-05-06. اطلع عليه بتاريخ 2024-06-02.
  19. ^ Febrayer TV | فبراير تيفي (28 مايو 2024)، آباء وأمهات الطلبة يؤازرون أبناءهم أطباء المستقبل في معركتهم النضالية، اطلع عليه بتاريخ 2024-06-03
  20. ^ الفارسي، مريم (26 مايو 2024). "بالشموع والوزرات البيضاء.. "حراك" طلبة الطب يتواصل بمساندة الآباء والحقوقيين". صوت المغرب. اطلع عليه بتاريخ 2024-06-03.
  21. ^ "انفراج في أزمة "طلبة الطب"". الأيام 24. 2 يونيو 2024. اطلع عليه بتاريخ 2024-06-03.