انتقل إلى المحتوى

مستخدم:FPP/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الكلدان هم مجموعة اثنية سامية، موطنهم الاصلي هو العراق وينتشرون بالدول المجاورة له من إيران وتركيا وسوريا ولبنان. يعتنق الكلدان المسيحية بشكل اساسي ويتكلمون باللغة الكلدانية.

التاريخ[عدل]

ظهر الكلدان في بداية الالف الأول قبل الميلاد في جنوب بابل على شكل قبائل مناهضة للاحتلال الاشوري لبابل، وكان اشهر هذه القبائل هي بيث ياقين و بيث أموكاني و بيث دكوري و بيث شيلاني و بيث شعالي. اختلف حول اصلهم، ربطهم طه باقر بالآراميين، بينما كان ملوكهم يعدون انفسهم اكديين ويلقبون انفسهم بملوك أكد.

قاومت القبائل الكلدانية الاحتلال الاشوري في بلاد بابل وهو الشئ الذي ادى بقيام الملوك الاشوريين بعدة حملات ضدهم من تغلث فلاسر الثالث و سنحاريب و آشوربانيبال وادت هذه الحملات بسبي مئات الالاف منهم نحو بلاد آشور في الشمال.

في احدى الالواح المكتشفة في كالح باسم الملك تغلث بلاصر الثالث يقول: أنا اصطدت بلاد كلدو كمن يصطاد الطير في الكمين، وأنا هزمت نبو أوشباشي زعيم قبيلة بيث شيلاني في ضواحي مدينة سارابانو عاصمته وقمت باعدامه بالخازوق في مدخل البوابة وجعلت شعبه يتفرجون. أنا استوليت على مدينة سارابانو واخذت 55 ألف مع اموالهم وممتلكاتهم وزوجاتهم واولادهم وبناتهم وآلهتهم ودمرت وحرقت مدينتهم. واخذت مدينة تاراباسو و ويابالو واسرت 30 ألف من دمرت المدينتين.

زقيرو من قبيلة بيث شعالي رفض مبايعتي وتآمر مع اعدائي علي. قمت باعتقاله مع حاشيته واخذته الى آشور. خافت قبيلة بيث شعالي مني فاحتلت مدينتهم دور باليهايا ودمرتها واخذت 40500 من سكانها مع ممتلكاتهم وزوجاتهم واولادهم وبناتهم الى آشور.

وثم جئت على نبو موكين زيري زعيم قبيلة بيث أموكاني وحاصرته في مدينة شابيا ودمرتها وقتلت كل سكانها. أخذت جزية كبيرة من بالاصو زعيم قبيلة بيث دكوري ومن نادينو ملك مدينة لاراك.[1]

ويقول الملك سنحاريب (805-781 ق م) أنه بعد حربه ضد مردوخ أبلا إيدينا الثاني أنه أسر 208 ألف من الكلدان والآراميين والعرب مع زوجاتهم وبناتهم واخذهم الى آشور. وتواجد الكلدان منذ ذلك العصر في سهل نينوى في قرى بالقرب من مدينة دور شروكين وكان ذلك ابان الحرب البابلية الاشورية الأولى. قام سنحاريب بعد ذلك بتدمير مدينة بابل وثم قام ابنه آسرحدون باعادة ترميمها.

بقيت بابل تحت السيطرة الاشورية الى ان قام نبوبولاسر بتحريرها في سنة 627 ق م، بعد ان قام بطرد الحامية الاشورية من بابل بنجاح. بعد ذلك وجه نبوبولاسر جيشه نحو آشور، وتحالف عندها مع ملك ميديا سياخريس وقاموا باسقاط نينوى في سنة 612 ق م. لكن الاشوريين قاموا بتحويل عاصمتهم الى حران، وقام نبوبولاسر باسقاطها في سنة 609 ق م. بقايا فلول جيش الاشوريين بقيت موجودة قرب كركميش، حيث كانوا متحالفين مع ملك مصر نخاو الثاني. في سنة 605 ق م تواجه نبوخذ نصر الثاني ضد المصريين وبقايا فلول الجيش الاشوري وهزمهم هزيمة ساحقة في معركة كركميش لتنتهي بذلك الحروب البابلية الاشورية ويعد عصر الدولة البابلية الحديثة والمسماة بالعصر الكلداني. وسع نبوخذنصر سيطرته على كامل الهلال الخصيب ووصلت بابل في عصره الى ذروة مجدها وشهرتها. بعد وفاته حكم بابل ملوك ضعفاء وفي عصر نبو نيد انشق الكلدان الى طائفتين متصارعتين بين اله بابل الرئيسي مردوخ وبين اله القمر سين والذي كان المفضل لنبونيد. استغل الفرس هذا الانشقاق وقاموا باحتلال بابل في سنة 539 ق م بقيادة كورش. قاوم الكلدان الاحتلال الفارسي وحاولوا التخلص منه بقيامهم بعدة تمردات في سنة 536 ق م و521 ق م و520 ق م و480 ق م و401 ق م، في 330 ق م تمكن الإسكندر الأكبر من هزيمة الفرس في معركة غوغميلا بالقرب من أربيل وقام باحتلال بابل وتوفي هناك وانتقلت البلاد الى حكم سلوقس الأول احد قادته، والذي قام ببناء مدينة سلوقية على ننهر دجلة ليجعل منها عاصمته بدلا من بابل. بينما اتخذ الكلدان مدينة كلواذي القريبة منهم كمركز لهم، لتتراجع مكانة بابل التاريخية بعد ذلك. في العصر الاخميني والسلوقي برزت علوم الفلك والرياضيات البابلية والتي كان روادها الكلدان وكان اشهرهم بيروسوس و نابو ريمانو و كيدينو و سودينيا.

دخول المسيحية[عدل]

في القرن الثاني قبل الميلاد قامت قبيلة عربية بتأسيس مملكة الرها في شمال بلاد الرافدين والتي عرفت ايضا بمملكة أسروينا. في القرن الاول الميلادي قام ملكها أبجر الخامس (13-50 م) باعتناق المسيحية، ازدهرت المسيحية من هناك وانتشرت في كل بلاد النهرين، واصبحت لغتها السريانية اللغة الاكثر انتشار في السنوات اللاحقة في بلاد النهرين حيث طغت على اللغة الارامية والاكدية، كما وانتشر الاسم السرياني على معتنقي المسيحية. تأسست كنيسة المشرق في القرون الاولى للميلاد في طيسفون، وعرفت باسم كنيسة بابل وكنيسة فارس. واعتنق عدد كبير من الكلدان المسيحية، وبسبب ذلك تعرضوا الى اضطهاد كبير من الفرس الساسانيين في عصر ملكهم سابور الثاني وقتل اعداد كبيرة من الكلدان وكان اشهرهم شمعون برصباعي اسقف كنيسة المشرق. وقام ماروثا الميافارقيني اسقف ميافارقين بتوثيق ذلك من خلال احدى صلوات الحوذرا والتي لا تزال تردد في كنائس المشرق. بعد تحريم تعالم نسطور اعتنقت كنيسة المشرق تعالم نسطور في القرن الخامس، وكان ذلك لاجل ابعاد نفسها عن اتهامها بالعمالة للرومان. عرف اتباع كنيسة المشرق بالنساطرة وبالسريان المشارقة، بالاضافة الى الكلدان تبعها عدد كبير من العرب والفرس ووصلت حتى الى الهند والصين وبلاد المغول.

في العصر الاسلامي عرف السريان بكونهم كلدان من قبل عدة مؤرخين عرب وسريان، مثل المسعودي و صاعد الأندلسي و ابن العبري، كما ذكر ذلك عدة مؤرخين اوروبين مثل ريكولدو دي مونتي و هيتوم الارمني وليوتبراند الكريموني و أودوريك من بوردينوني وغيرهم.

دخول الكاثوليكية[عدل]

مع بداية الالف الميلادي لثاني حاول المبشرين الكاثوليك التواصل مع النساطرة الكلدان لاجل الوحدة مع الكنيسة الكاثوليكية. في سنة 1425م تواصل اسقف قبرص طيموثاوس مع البابا، واعلن انضمامه الى الكنيسة الكاثوليكية. في القرن السادس عشر اختلف اساقفة الكنيسة النسطورية حول تولية البطريرك، حيث حصرت عائلة شمعون الرابع الباصيدي رئاسة البطريركية بها. ونتيجة لذلك تواصل بعض الاساقفة مع الكنيسة الكاثوليكية وتم اعلان الوحدة مع انشاء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، وقد تم تنصيب يوحنا سولاقا كأول بطريرك للكنيسة في سنة 1556، واصبح مقر البطريرك في ديار بكر، فيما بقي كرسي الكنيسة النسطورية او كنيسة المشرق في ألقوش، وقد كان يعرف باسم بطريرك بابل.

في سنة 1830 حصلت الوحدة الاخيرة بين كنيسة المشرق والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية أثناء فترة رئاسة يوحنا الثامن للبطريركية، واعترفت الكنيسة الكاثوليكية بهذه الوحدة ومنذ ذلك اصبح معظم الكلدان كاثوليكيي المذهب، اما النساطرة فقد استمر وجودهم في جبال حكاري وأرومية.

الهوية الاشورية[عدل]

بعد سقوط الدولة العباسية في بغداد، تعرض الكلدان لمجازر كبيرة من قبل المغول وبالخصوص في عهد تيمورلنك والذي كان يعادي المسيحيين. وهو الأمر الذي ادى الى هجرة اعداد كبيرة منهم الى جبال كردستان وفارس لاجل الاحتماء بها، وعاشوا هناك لقرون طويلة في مناطق هكاري و أرومية، وقد كانوا يصفون انفسهم بالكلدان، ولم تنتشر التسمية الاشورية عندهم حتى اواخر القرن التاسع عشر. توضح عدة مخطوطات للكنيسة النسطورية استخدامها للتسمية الكلدانية بدل الاشورية حتى القرن العشرين. وبالرغم من تبني النساطرة في بلاد الرافدين وفارس للهوية الاشورية، الا ان النساطرة الهنود استمروا باستخدام التسمية الكلدانية كوصف لكنيستهم المسماة الكنيسة الكلدانية السريانية.

وقد كان احد اسباب انتشار الاسم الاشوري عند الكلدان النساطرة هو التواصل مع البعثات التبشيرية التابعة لكنيسة إنجلترا. ولعل هذا كان احد اسبابه هو منع النساطرة الكلدان من الوحدة مع الكنيسة الكاثوليكية، وتهييج النساطرة الى التمرد ضد الدولة العثمانية.

اثناء الحرب العالمية الاولى اقام بطريرك النساطرة تحالفا مع بريطانيا وروسيا ضد الدولة العثمانية. وعد النساطرة باخذ كمية كبيرة من السلاح من قبل روسيا القيصرية. الا ان قيام الثورة الروسية حال دون ذلك. علم العثمانيين بمخططات بطريرك النساطرة مع بريطانيا وروسيا، وهو الامر الذي ادى لقيام الجيش العثماني بمطاردة النساطرة في هكاري وأرومية وقتل اعداد كبيرة منهم هناك. الى ان تواصلوا مع بريطانيا في ايران، والذين قاموا بنقلهم الى العراق واسكنوهم في معسكر بعقوبة.

  1. ^ The Royal Inscriptions of the Neo-Assyrian Period , Tiglath Plasser III 47