قصر الست طنشق المظفرية

إحداثيات: 31°46′44″N 35°13′56″E / 31.77881°N 35.23215°E / 31.77881; 35.23215
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
قصر الست طنشق المظفرية
واجهة القصر
التسمية
أسماء بديلة
قصر السيدة طنشق
معلومات عامة
نوع المبنى
المكان
العنوان
الجهة الجنوبية من طريق عقبة التكية
المنطقة الإدارية
البلد
المدينة
المالك الحالي
إدارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية
المالك
السيدة طنشق بنت عبد الله المظفرية
الاستعمال
دار أيتام
أبرز الأحداث
بداية التشييد
1391
الانتهاء
1392
التفاصيل التقنية
الطوابق
2
التصميم والإنشاء
النمط المعماري
معلومات أخرى
عدد الغرف
25
الإحداثيات
31°46′44″N 35°13′56″E / 31.77881°N 35.23215°E / 31.77881; 35.23215
خريطة

قصر الست طنشق المظفرية أو سراي الست طنشق المظفرية، هو قصر بنته السيدة طنشق من السلالة المظفرية، في موقع عالٍ يطل على الحرم القدسي، وأُلحق لاحقاً بمجمَّع خاصكي سلطان وأصبح جزءاً منه. يتألف القصر من طابقين؛ أرضي وأول، وبينهما طابق ميزانين. يضم الطابق الأرضي إسطبل وقاعة استقبال كبيرة وساحة سماوية، بينما يضم الطابق العلوي أكثر من 25 غرفة.[1]

تاريخه[عدل]

تربة الست طنشق حيث دُفنت إلى جوار القصر

بُني القصر جنوب طريق عقبة التكية بالبلدة القديمة بين 1391 - 1393م (753 - 755 هـ)، للسيدة طنشق بنت عبد الله المظفرية المتوفية سنة 1398م (800 هـ). لم يذكر المؤرخون عن الست طنشق غير النذر اليسير، وهي تُعرف أيضاً ببنت عبدالله، وكلمة «طنشق» تعني باللغة التركية الثمين أو الرائع، ويبدو أن طنشق كانت زوجة أحد الأمراء الملقب بالمظفر، فنسبت إليه. لكنها على الأرجح تنتمي إلى الأسرة المظفرية التي حكمت بلاد فارس في الفترة من 1313- 1393م (713 - 795 هـ). ويُعتقد أنها قدمت للقدس مع أخيها بهادر بعد نكبة ألمت بالأسرة الحاكمة في 789 هـ/1387م على يد تيمورلنك. ومن ثمَ تفرغت للتعبد في مدينة القدس، وأنشت العديد من المنشآت، من أهمها «دار الست»" أو «الدار الكبرى».[2] قال عنها مجير الدين الحنبلي في الجزء الثاني من كتابه الأنس الجليل:

«كانت في عصر الشيخ إبراهيم القلندري الست طنشق بنت عبد الله المظفرية التي عمرت الدار الكبرى المعروفة بدار الست بالعقبة التي بالقرب من باب الناظرة. توفيت بالقدس الشريف ودفنت بتربتها.»}[3]

أُلحق القصر بمجمع العمارة العامرة خلال العهد العثماني. والذي بُني في 964هـ/1557م، بمبادرة من خاصكي خرم سلطان زوجة سليمان القانوني. والتي أقامت به تكية لتوزيع الحساء المجاني على المسلمين المحتاجين.[4] وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر شغل المبنى مقر متصرفية القدس وعُرف حينها بدار السرايا. ثم استردها المجلس الأسلامي الأعلى للأوقاف واتخذها داراً لرعاية الأيتام المسلمين إبان فلسطين الانتدابية في 1921 وهي الخدمة التي لا يزال القصر يؤديها إلى اليوم لأكثر من 250 طالب.[1]

وقد عُرف القصر بعدة أسماء على مر تاريخه منها: «دار الست»، و«عمارة الست»، و«الدار الكبرى»، و«العمارة العظيمة». واليوم يطلق عليه مع مبنى خاصكي سلطان «دار الأيتام».[5]

وصفه[عدل]

يمكن الوصول إلى القصر عن طريق الواد بالانعطاف غرباً عند مفرق طريق باب الناظر المؤدي للمسجد الأقصى، أو عن طريق خان الزيت بالانعطاف شرقاً عند مفرق طريق عقبة التكية.[2]

يتألف القصر من طابقين؛ أرضي وأول، وبينهما طابق ميزانين (طابق مسروق). وقد أُضيف طابق آخر صغير في فترة متأخرة. وللقصر واجهة شمالية رئيسية تطل على طريق عقبة التكية وتعتبر من أجمل وأكبر واجهات المباني المملوكية، في القدس، وأكثرها زخرفة. وقد فُتح في هذه الواجهة ثلاثة مداخل فخمة (غربي وأوسط وشرقي) تؤدِّي إلى أجزاء القصر المتنوعة التي تشمل قاعة رئيسية تقع في الطابق الأرضي استخدمت إسطبلاً (تُستخدم اليوم ورشة للنجارة)،[2] وقاعة استقبال كبيرة في الطابق الأول، وأكثر من خمس وعشرين غرفة.[6]

ويتقدَّم المدخل الغربي أربع درجات يحيط بها من الشرق والغرب مصطبتان حجريتان. ويدور فوق عتب الباب أحمر اللون مدماك يتكوّن من صُنج معشقة (قطع حجرية أو رخامية متداخلة عبر التعشيق)، سقط بعضها بفعل التلف، وقد طُليت بلون أسود - رمادي، ووضعت بالتناوب حول تجويف المدخل. وتوجد على ارتفاع خمسة مداميك من عتب الباب نافذة مستطيلة يحيط بها إطار حجري محفور ومطعّم بزخارف هندسية نجمية. وما بقي سليماً من عناصر التطعيم هذه يحتوي على قطع صغيرة من الحجر الأحمر والأسود - الرمادي وعلى قطع من الخزف فيروزي اللون. ويدور شريط كتابي حول صدر حنية المدخل محيطاً بالإطار الزخرفي للنافذة. ومضمون هذا الشريط الذي حفر بخط النسخ المملوكي البارز البسملة يليها اقتباس قرآني من الآيات 46- 55 من سورة الحجر.[6]

يؤدي المدخل الغربي إلى دركاه تؤدي بدورها إلى درج ينتهي بساحة مستطيلة مكشوفة تؤمّن حركة الدخول إلى جميع وحدات ومرافق الطابق الأول. وأبرز هذه الوحدات وأكثرها اتساعاً وفخامة ما يُعرَف بقاعة الاستقبال والتي تبلغ أبعادها (11 م × 36 م)، وهي تتكون من دُرقاعة محصورة من جهتي الشرق والغرب بين إيوانين مفتوحين. وتنخفض أرضية الدُرقاعة قليلاً عن مستوى أرضية الإيوانين الحجرية، ولا تزال تحتفظ ببعض أجزاء تشكيلاتها الرخامية الأرضية. ويغطي سقف كل من الدُرقاعة والإيوان الغربي قبو مروحي يتوسطه شكل مثمن. وقد زينت جوانب مثمن الدُرقاعة بثلاث حطات من المقرنصات الجميلة. ومن المرجَّح أن كلاً من المثمنين كان يغطيه منور مرتفع على شكل قبة صغيرة يسمح بإدخال الضوء والهواء ويمنع المطر والريح.[6]

والمدخل الأوسط أقصر وأبسط المداخل الثلاثة، إلا أنه أكثرها اتساعاً (2.22 م). ويشتمل على حنية عميقة (1.01 م) يتوِّجها عقد خماسي. وقد روعي في تصميم باب المدخل تيسير الدخول، لا سيّما وأنه يؤدِّي إلى القاعة الرئيسية. فلم توضع أي مصاطب على جانبي المدخل، وشُطِف ركنا الحنية والباب لتخفيف الاحتكاك عند المرور، خاصة عند مرور الدواب المحمّلة. ويبلغ طول القاعة 36 م وعرضها 11.50 م، وتتكوّن من رواقين يمتدان من الشمال إلى الجنوب، ويحوي كل رواق خمسة فراغات تغطيها أقبية متقاطعة. وثبِّت في الجدران، على ارتفاع سبعة مداميك، مجموعة من الحلقات الحديدية يرجَّح أنها استخدِمت لربط البهائم والخيول.[6]

والمدخل الشرقي هو أفخم وأجمل المداخل في الواجهة الشمالية لهذا القصر. وبُني بأسلوب الأبلق من حجارة حمراء وبيضاء تميل قليلاً للاصفرار. ويقع فوق عتب الباب الأحمر مدماك حجري يتكون من صنج معشقة بشرفات موضوعة بتبادل معكوس بأسلوب الأبلق، وأصل هذا التعشيق مكون من حجارة بيضاء جيرية لُبّست بحجارة سوداء، تحولت بفضل العوامل الجوية إلى رمادية.[2] وفُتحت في صدر هذا المدخل نافذة دائرية تحيط بها حشوة حجرية تحتوي على زخارف محفورة بأشكال نباتية وهندسية وحيوانية. وُنزّلت الأجزاء الغائرة المحفورة بحجارة صغيرة سوداء وعجينة من الزجاج الأحمر والأخضر، وربما احتوت الزخرفة الأصلية على خزف فيروزي اللون. ويشغل الأركان الأربعة للحشوة شكل مزدوج ليمامة، ثقبت عيونها وحفر منقارها، وتبدو وكأنها طائرة في السماء. وعلى ارتفاع ثلاثة مداميك من الحشوة، تدعم أربعة صفوف من المقرنصات عقد الحنية شبه المدبب وطاقية المدخل نصف الدائرية. والعقد مشكّل من صنج حمراء وسوداء وبيضاء تميل للاصفرار. وتشغل الطاقية المجوفة وطاقية المدخل حلية مدلاة من أربعة أشرطة مُدّرج في كل منها حجارة سوداء تحولت إلى اللون الرمادي بفعل العوامل الجوية.[6]

الوضع الحالي[عدل]

دار الأيتام بالقصر

يحتضن القصر بين جنباته «دار الأيتام الإسلامية الصناعية» والقائمة إلى اليوم منذ أن استرجعها المجلس الأعلى الإسلامي،[5] وهي بمثابة مدرسة تعني بتعليم الأيتام وتشغيلهم، وتتبع دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وتتولى الأوقاف الإشراف عليها ورعايتها. وتشمل الدار على أنواع متعددة من التعليم المهنيّ في مجالات الطباعة والتجليد والدهان والنجارة والخياطة والخيزران والتنجيد والديكور والخراطة والتسوية والحدادة واللحام والرسم المعماري والكهرباء.[2]

طالع أيضاً[عدل]

المصادر[عدل]

مراجع[عدل]

وصلات خارجية[عدل]