ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/514

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مخطوطة بيزنطية من القرن الحادي عشر الميلادي تحتوي على مقدمة إنجيل لوقا
مخطوطة بيزنطية من القرن الحادي عشر الميلادي تحتوي على مقدمة إنجيل لوقا

الموثوقية التاريخية للأناجيل هو مصطلح يشير إلى دراسة الموثوقية والطابع التاريخي للأناجيل الأربعة مصادرًا تاريخية. يعتقد البعض أن الأناجيل الأربعة تحقق المعايير الخمسة للموثوقية التاريخية؛ فيما يرى آخرون أن القليل مما جاء في الأناجيل يمكن اعتباره موثوق تاريخيًا. ومع ذلك، يجزم الباحثون في تاريخ العصور القديمة بوجود يسوع، ولكنهم اختلفوا حول تاريخية أحداث معينة وردت في النصوص الإنجيلية حول يسوع، والحدثين الوحيدين اللّذين حظيا بتوافق عام تقريبًا بين الباحثين هما تعميد يسوع على يد يوحنا المعمدان وصلبه بأمر من الحاكم الروماني بيلاطس البنطي. من بين العناصر المتأصلة تاريخيًا ولكنها محل شك أحداث ميلاد يسوع، وبعض الأحداث الإعجازية في مسألة قيامته، وبعض تفاصيل صلبه. تعد وجهة النظر الغالبة في أناجيل متى ومرقس ولوقا التي يشار إليها بالأناجيل الإزائية المصادر الرئيسية للمعلومات حول يسوع التاريخي وحركته الدينية التي أسسها. أما الإنجيل الرابع إنجيل يوحنا، فيختلف كثيرًا عن الأناجيل الثلاثة الأولى. يعتمد المؤرخون في كثير من الأحيان على دراسة الموثوقية التاريخية لسفر أعمال الرسل عند دراسة موثوقية الأناجيل، حيث يبدو أن مؤلف السفر هو نفسه مؤلف إنجيل لوقا. يلجأ المؤرخون الذين يخضعون الأناجيل إلى التحليل النقدي إلى محاولة تمييز المعلومات الموثوقة عن تلك المعلومات الموضوعة والمبالغات والتعديلات، نظرًا لعظم الاختلافات النصية في العهد الجديد، يستخدم الباحثون النقد النصي لتحديد أي نصوص الإنجيل المختلفة يمكن اعتبارها نظريًا نصًّا أصليًا. لذا، فقد تساءل الباحثون عمّن كتب الإنجيل، وعن أهدافهم من وراء كتابته، وعن المصادر التي لجأ إليها المؤلفون، ومدى مصداقية تلك المصادر، وإلى أي مدى كانت المصادر قريبة زمنيًا من القصص التي كانت ترويها، وهل تغيرت تلك القصص في وقت لاحق. بحث العلماء أيضًا عن دلائل من داخل النصوص، لمعرفة ما إذا كان، على سبيل المثال، النصّ نقلًا غير دقيقٍ لنصوص من التناخ العبري وهل هناك مزاعم حول عدم الدقة الجغرافية للأحداث، وهل تبيّن أن المؤلف قد أخفى معلومات، أو ما إذا كان المؤلف قد تنبّأ بشيء معين. وأخيرًا، لجأ الباحثون إلى مصادر خارجية، بما في ذلك شهادات آباء الكنيسة الأولى، وكُتّاب من خارج الكنيسة (أغلبهم مؤرخون يهود ورومان إغريقيون) يُعتقد أنهم انتقدوا الكنائس الأولى، بالإضافة لاستعانة العلماء بأدلة أثرية.

تابع القراءة