نقاش:زياد بن أبيه

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
أضف موضوعًا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أحدث تعليق: قبل 5 أشهر من Khalifa Aldylaimi في الموضوع زياد بن عبيد الثقفي (السيرة الحقيقية)

زياد بن عبيد الثقفي (السيرة الحقيقية)[عدل]

سموه كتبة الشيعة "زياد بن أبيه" ودسوا ذلك في أدبيات كتب أهل السنة فأستنسخ منهم ذلك النعت الذي يطعن بنسبه بعض مؤرخيهم ، ثم تعمدت دائرة التزوير الشعوبية فعزوه إلى "أبي سفيان" (رض) وصدقهم من صدقهم بهذه الاكاذيب وألفوا قصص بتلك الفرية وسنرد سبب ذلك الافتراء ونرد عليه ...!؟


ولنأتي على سيرة زياد بن عبيد الثقفي فنجد أن أول بزوغ لنجمه كان في ريعان شبابه حيث بعثه عمر بن الخطاب (رض) في اصلاح فساد وقع باليمن فرجع وقد أجاد وأفاد وخطب خطبة لم يسمع الناس بمثلها،[2] وكيف لا وهو الذي قال عنه الشعبي: ما رأيت أحد أخطب من زياد.

ويذكر ايضاً أن عمر بن الخطاب (رض) استدعاه من البصرة، فخرج عمر (رض) وزياد بالباب قائمٌ وعليه ثياب بياض كتان، فقال: ما هذه الثياب؟ فأخبره، فقال: كم أثمانها؟ فأخبره بشيء يسير فصدقه، ثم ما زال عمر يسأله حتى سأله عن الفرائض والسنن والقرآن فوجده فقيهاً، فرده وأمر أمراء البصرة أن يسيروا برأيه،[3] وقد استعمله على بعض صدقات البصرة وبعض أعمالها [4]

قال الشعبي وغيره: أقام علي (رض) بعد وقعة الجمل بالبصرة خمسين ليلة، ثم أقبل إلى الكوفة واستخلف عبد الله بن عباس على البصرة، قال: فلم يزل ابن عباس على البصرة حتى سار إلى صفين، واستخلف أبا الأسود الدؤلي على الصلاة بالبصرة، واستخلف زياداً على الخراج وبيت المال والديوان وقد كان أستكتبه قبل ذلك، فلم يزالا على البصرة حتى قدم من صفين.  

وفي تاريخ الطبري عن الشعبي: لما انتقض أهل الجبال وطمع أهل الخراج في كسره، وأخرجوا سهل بن حنيف من فارس وكان عاملا عليها لعلي (رض) قال ابن عباس (رض) لعلي (رض): أكفيك فارس. فقدم ابن عباس (رض) البصرة، ووجه زيادا إلى فارس في جمع كثير، فوطئ بهم أهل فارس، فأدوا الخراج.

وعن علي بن كثير: إن عليا (رض)استشار الناس في رجل يوليه فارس حين امتنعوا من أداء الخراج، فقال له الصحابي جارية بن قدامة (رض): ألا أدلك يا أمير المؤمنين على رجل صليب الرأي، عالم بالسياسة، كاف لما ولي ؟ قال : من هو ؟ قال : زياد . قال : هو لها، فكتب إليه: أما بعد، وليتك الذي وليتك، وأنا أراك له أهلاً،. فولاه فارس وكرمان، ووجهه في أربعة آلاف، فدوخ تلك البلاد حتى استقاموا. وقام بضبطها، وحمى قلاعها، وأباد الأعداء بناحيتها، وحمد أثره فيها، حتى توفي علي بن أبي طالب (رض) وزياد عامله عليها.


ومما يرويه الطبري عن شيخ من شيوخ أهل إصطخر قال: (... سمعتُ أبي يقول: أدركت زيادا وهو أمير على فارس، وهي تضرم نارا، فلم يزل بالمداراة حتى عادوا إلى ما كانوا عليه من الطاعة والاستقامة، لم يقف موقفا للحرب، وكان أهل فارس يقولون: ما رأينا سيرة اشبه بسيرة كسرى أنو شروان من سيرة هذا العربي في اللين والمداراة والعلم بما ياتي).[5]


وبعد أن آلت الخلافة إلى معاوية (t) جعل زياد والياً على البصرة ثم أضاف إليه ولاية الكوفة فأدب (حمراء الكوفة) وأخمد الفتن فيها كما فعل من قبل بالبصرة ورحل عنهما خمسين ألف من موالي الفرس إلى خراسان مع عوائلهم بعد أن استوطنا بها منذ إيام سعد بن أبي وقاص (رض) وهم من بقايا الحرس الكسروي المثيرين للفتن والساعين للاضطرابات والشغب، وهو أول من جمع له المصران: الكوفة والبصرة. وهما العراق في ذلك الزمان، ثم استعمل معاوية زياداً على خراسان وسجستان ثم جمع له الهند والبحرين وعمان.


وكان زياد يستعين في ولايته الشاسعة الاقطار تلك بخيرة خلق الله بعد انبياءه الا وهم صحابة النبي (ص) ومنهم سمرة ابن جندب وأنس بن مالك (رض) في البصرة وعمرو بن حريث المخزومي (رض) في الكوفة وغيرهم، حتى قال عنه أبو إسحاق السبيعي: ما رأيت أحداً قط خيراً من زياد.


قال أبو الحسن المدائني: لما ولي زياد العراق صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إني قد رأيت خلالاً ثلاثاً نبذت إليكم فيهن النصيحة: رأيت إعظام ذوي الشرف، وإجلال أهل العلم، وتوقير ذوي الأسنان. وإني أعاهد الله عهداً: لا يأتيني شريفٌ بوضيعٍ لم يعرف له حق شرفه إلا عاقبته، ولا يأتيني كهل بحدثٍ لم يعرف له حق فضل سنه على حداثته إلا عاقبته، ولا يأتيني عالم بجاهل لاحاه في علمه ليهجنه عليه إلا عاقبته، فإنما الناس بأشرافهم وعلمائهم وذوي أسنانهم.


ولو عددنا دهاة العرب لوجدنا أن الشعبي عدهم أربعة جعل زياد واحد منهم بالإضافة إلى معاوية بن أبي سفيان (رض)، وعمرو بن العاص (رض)، والمغيرة بن شعبة (t)، ثم وصفهم فقال عنهم: فأما معاوية فللأناة والحلم، وأما عمرو فللمعضلات، وأما المغيرة بن شعبة فللمبادهة[6]، وأما زياد فللصغير والكبير.


وهنا نذكر أن زياداً الذي اجتمع على ولايته المختلفون واقر برجاحة سياسته وحسن تدبيره المتصارعون وهو الوحيد الذي اتفق على توليته علي ومعاوية (رض) فجمعوا له الامصار واستعملوه على الأقطار، وهنا لنا وقفة لمفهوم "النصب" وتعريفه كما اوردناه في بداية هذا الكتاب والذي يعني أنه بغض علي (رض) أو "معاداة اهل بيته" ونتسأل كيف يولي علي (رض) من يبغضه ويبغض اهل بيته وعده بدر العواد من النواصب ذلك المنصب ..!؟


والادهى من ذلك انه لو صدقنا من باب الافتراض بروايات الادعياء من أن زياد أخو معاوية غير الشقيق و"أبو سفيان (رض) نسبه إليه"، فكيف يولي علي (رض) زياداً وهو في قمة صراعه مع معاوية (رض) على أهم البلاد وافتنها ورأس المصائب وأكبرها والملاصقة والظهير والحديقة الخلفية لدولته الا وهي بلاد فارس ويضل زياداً والياً عليها حتى وفاة علي (رض) ..!؟

والذي يقول إن علي (رض)لا يعلم بأن زياد أخو معاوية (رض) نحيله إلى هذه الرواية التي هي في بواكير ظهور زياد على ساحة الشهرة والتي تقول: حين قدِم زياد على عمر بن الخطاب يبشره بأحد الفتوح فطلب عمر منه أن يخطب بالناس فخطب خطبة عصماء فقال عمرو بن العاص (لو كان هذا الفتى قرشياً لساق العرب بعصاه) فقال أبو سفيان (والله إني لأعرف الذي وضعه في رحم أمه) فقال علي بن أبي طالب (ومن هو يا أبا سفيان) فقال: أنا، فقال علي (مهلاً فلو سمعها عمر لكان سريعاً إليك) ...!؟

وهنا يا لورطة الشعوبية ومأزق الشيعة في هذا الدس والتزوير المفضوح والتناقض الذي هو ضد المنطق، فهذه الرواية تشير إلى أن أول من علم أن زياد هو أبن أبي سفيان كان علي بن أبي طالب ولا عذر لمن أدعى أن علياً كان لا يعلم.


ونعود لما احتججنا به سابقاً ونثبت مرة أخرى أن اتهام زياد وغيره بالنصب فهو اتهام للصحابة وكيف لا وقد استعان زياد في البصرة بعدة من أصحاب النبي (ص) منهم سمرة ابن جندب وأنس بن مالك (رض)، أما في الكوفة فقد استعان بالصحابي عمرو بن حريث المخزومي (رض) وغيرهم، فهل هؤلاء الاصحاب كانوا يرتضون أن يكون اميرهم "ناصبي" وأن يكونوا تحت أمرته، وهم خيرة خلق الله بعد أنبياءه ..!؟


بل لو فرضنا من باب الافتراض أنه حدثت انتخابات حالية وكان المرشح فيها وصف من قبل الصادقون بأنه (صليب الرأي، عالم بالسياسة، كاف لما ولي له ، وأمر عمر امرائه في البصرة أن يسيروا برأيه، وقال علي عن أمارته أنه أهلاً لها، وولاه معاوية العراق وخراسان وسجستان ثم جمع له الهند والبحرين وعمان، وقدمه أبن عباس ورشحه لأحكام القبضة وانهاء فتنة فارس،  وعده الشعبي من دهاة العرب، وكان تحت امرته وعماله عدداً من أصحاب رسول الله، وقال عنه أبو إسحاق : ما كان زمن زياد إلا عرساً، بل حتى غالب الشابندر الشيعي في مقال له قال عنه: كل ذلك يدل على رجاحة عقله، وحنكة إدارته، وحسن تدبيره) هل سترشحه في تلك الانتخابات، أم كنت ستستمع الى كل أفاك اثيم طعن في نسبه وحرف حسبه وأدعى عليه ما أدعى من تلك الروايات الباطلة والاحاديث المضللة ..!؟


ثم أن الشيعة نسبوه إلى أبو سفيان بحكاية مضحكة تطرقنا لها حتى يوحوا أن معاوية لم يوليه ما ولاه إلا بسبب قربه لذلك النسب وهنا نسألهم هل عمر وعلي وغيرهما ولوه ايضاً لقرابته منهم...!؟


وزياد هو أحد رواة الحديث فقد روى له البخاري ومالك ثم يأتينا ابن حبان بعد حوالي ثلاثة قرون ليطعن فيه فيقول "ظاهر أحواله المعصية"، ولم يخبرنا عن أي معصية يتحدث ..!؟ ولم يذكر لنا ولو واحدة ..!؟ هذا اذا صح هذا القول عنه ولم يتم دسه أو تزويره عليه،

ثم كيف يعين الخلفاء من غلبت عليه المعاصي ويكون عماله من الصحابة اليس ذلك طعن بهم قبل الطعن فيه،

والعجب أنه في موقع "موسوعة الحديث" على الشبكة العنكبوتية نكتشف أن اساتذته كلهم ثقة ومنهم صحابة وعلى رأسهم عائشة بنت ابي بكر الصديق "رضي الله عنهما"، وكذلك تلامذته كلهم ثقات الا هو قد تم اتهامه بهذا الموقع والحث على ترك الاحتجاج به …!؟ أريتم مدى التضليل الذي أوقعونا فيه، وكيف أن مؤسسات الدس والتزوير تعمل على قدم وساق من أجل الانحراف عن الحقيقة.


ونجد في الجانب الآخر الشيعة ومن لف لفهم أنهم عيروه بأنه تزوج من امرأة أدعوا أنها فارسية وأسمها "مرجانة" فهل في ذلك عيب، وأن كان في ذلك مثلمة فيحق للسائل هنا أن يعير من كثير من الشخصيات الإسلامية التي تزوجت بفارسيات مع العلم أن الشرع لم يحرم ذلك لا من عرقهن ولا من غير أعراق ما دمن مسلمات أو كتابيات.


ثم قدح الشيعة في وصفه حتى وصفوه بـ (الدعي) وأبن (سمية) وقالوا عن ابنه أنه أبن (مرجانة [7])[8] ، ولعنوه في زيارة عاشوراء عندهم، ووصفوه بأقذع الاوصاف وسنأتي على سيرته لاحقاً، وذلك كله لأن زياداً أدب اجدادهم وأخمد نيرانهم وأخرج خراجهم ونقض جمعهم ونكس رايتهم وحكمهم بحكم راشد وتصدى لكل معتد قاصد.


[2] الاستيعاب

[3] مختصر تاريخ دمشق – أبن منظور

[4] الاستيعاب في معرفة الاصحاب ـ أبن عبد البر

[5] راجع هذه النصوص في الطبري 6 ص 52

[6] المباهدة هي سرعة الرأي وارتجاله وصوابه عند المفاجأة

[7] وهي كما تقول الأخبار لم تكن أمراة عادية، بل أنها كانت تنتمي الى ملوك الفرس القدماء، أي أنها ذات حسب ونسب.

[8] من عادة العجم القبيحة أن ينسبون الرجل الى أمه نظراً لبيئتهم التي تحط من قدر المرأة وقيمتها فيعتبرون تلك أهانة لذلك الرجل بل ويذهبون الى ابعد من ذلك بهذا المعنى ليدلوا على التشكيك بنسب ذلك الرجل من جهة الأب فينسبوه الى أمه ، وهذا الامر اخذه الشيعة منهم فعيروا على سبيل المثال محمد بن علي بأن قالوا عنه أبن الحنفية وانتقصوا من عبيد الله بن زياد ونعتوه بأبن مرجانة وغيرهم ، بينما نلاحظ ان القرآن الكريم رفع من شأن الانتساب للأم حتى قال عن روح الله وواحد من زعماء الانبياء واولوا العزم "عيسى أبن مريم" وكرم أمه بأن قال عنها الصديقة. Khalifa Aldylaimi (نقاش) 20:20، 19 ديسمبر 2023 (ت ع م)ردّ