علجية بنت بوعزيز
| علجية بنت بوعزيز بن نصر | |
|---|---|
.jpg) | |
| جان دارك الشّاوية | |
| الولادة | سوق أهراس |
| تاريخ الذكرى | 1724 |
| النسب | أحرار الحنانشة |
الأميرة علجية بنت بوعزيز بن نصر الهوّاري،[1] (بالفرنسية: Euldjia bent Bouaziz) الملقبة في قصائد معاصرة لها بعلجية الحناشيّة و سيدة الرجالة و جان دارك الشاوية،[1][2] إمرأة محاربة من عائلة أحرار الحنانشة حكام أمازيغ الشاوية شمال شرقي الجزائر خلال القرن الثامن عشر. برزت خلال الهجوم الثنائي،[3] الذي شنه حسين بن علي باي العثماني حاكم تونس بالتحالف مع قوات بايلك الشرق بزعامة حسين بوقمية ضد والدها بوعزيز و قواته المتحالفة من أمازيغ الشاوية و عرب قرفة،[4][5] حيث تولّت علجية زمام المبادرة و أدارت المعركة بحنكة في وقتٍ سقط شقيقها طرّاد قتيلا في الميدان و تشتت فرسان الحنانشة و بذلك قد حولت هزيمة الجمهورية الرعوية للحنانشة إلى إنتصار في معركة فج مراو سنة 1724 و مكنت شعبها من إستعادة آلاف رؤوس الماشية و الأبقار التي سلبت منهم خلال العدوان.[1][3][4]
خلفيّة تاريخية[عدل]
كانت سنة 1637 مفصلية في تاريخ أسرة احرار الحنانشة،[6] حيث خاض قائدهم خالد الصغير ثورة عارمة في ضواحي قسنطينة بعدما قام العثمانيين بقطع تجارة الأسرة مع الحامية الفرنسية في القالة،[7] و هو ما سبّب خسائر فادحة لهم. حيث حاول العثمانيين ضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة إضعاف قبضة الأسرة على قبائل هواّرة و محيط وساحل قسنطينة و من جهة أخرى طرد الفرنسيين من المنطقة.
كانت ثورة خالد الصغير من الشرق متزامنة مع ثورة يحيى الأوراسي و إخوانه من الجنوب حيث تم إتهام يحيى مفتي دار الإمارة في الجزائر و قسنطينة بالإستقلال بالرياسة و كانت هذه هي المرحلة التي شهدت إستقرار عرب قرفة في منطقة الأوراس حيث طلبوا الأمن من يحيى الأوراسي و حملوا راية إخوانه في الحرب بعدما إمتهنوا اللصوصية في عهد مضى.[8]
حياتها[عدل]
عاشت الأميرة علجية بنت السلطان بوعزيز بن نصر (1704-1739)،[3][5] زعيم الجمهورية الرعوية،[9] في فترة الحرب الاهلية التونسية التي تلت إغتيال الباي التونسي مراد الثالث حيث كانت علجية تعتبر قريبته بحكم أنّ مراد باي الثالث هو حفيد شيخهم سلطان،[10] وكبرت وهي ناقمة على العثمانيين الذين قاموا بتعذيبه و محاولة فقع عينيه [10]، كما ان مشاكل والدها الكثيرة مع العثمانيين في قسنطينة و سجنهم لشقيقها الأكبر إبراهيم في سجن القصبة،[5] جعلاها تكبر في جو مشحون بمشاعر العدائية نحو الحكام العثمانيين.
الحرب[عدل]
كان السلطان بوعزيز،[5] المعروف بدهائه و مكره مرتقبا للهجوم العثماني من الشرق و الغرب فأراد إستباق الأحداث حيث ترك إبنه طرّاد مرابطا على رأس فرسان الحنانشة بقلعة سنان بينما إتجه هو برفقة الحاجة فاطمة نحو الأوراس لحشد المدد من بوضياف شيخ بلزمة الذي وعده بذلك ثم أكمل بوعزيز مسيره نحو إمارة بني عبّاس فعقد تحالفًا مع شيخ مجانة بورنان المقراني و زوّجه إبنته التي قبلت بذلك بعدما رفضت سابقا الزواج من باي تونس حسين بن علي،[11] و بينما هو كذلك فإن التحالف العثماني كان بالفعل قد أغار على أقاليم الحنانشة في معركة فج مراو سنة 1724 ثم الهجوم المعاكس في جبل وسلات.
بزوغ علجية[عدل]
شاهدت علجية مقتل أخيها طرّاد ضد المحلاّت العثمانية التي تفوقهم عددًا بعدما حاول تشجيع فرسان الحنانشة على المقاومة و ربح الوقت إلى حين وصول المدد فإنطلق نحو العدو و قاتلهم إلى ان لقي حتفه فإنهارت علجية أمام جلالة الوقع حيث يروي الرحالة الفرنسي بايصونال،[5] الذي شهد المعركة قائلاً أنها إلتحفت أبهى ثيابها و إمتطت صهوة حصانها مع باقي النسوة و صرخت في رجال قومها حتى إستثارت فيهم حمية الفرسان ليقاتلوا جموع الاتراك.[12]
| «سيأتي الأتراك قريبا لإنتهاك حرماتنا تحت انظاركم، فلنذهب نحن لنبيع أنفسنا غاليا في المعركة أشرف لنا من أن نبقى بجانب هؤلاء الجبناء!!» |
| صراخ الأميرة علجية في قومها بالنفير العام لحماية الشرف في معركة فج مراو سنة 1724 [2] |
| «يا أبناء نصر إنكم رضعتم حليبا واحدًا فإثبتوا!!» |
| صرخة الأميرة علجية في رجال قومها ليقتدوا بشجاعة شقيقها طرّاد في المعركة [2][13] |
و في مقطع آخر يؤرخ للأميرة علجية نقله المؤرخ الفرنسي شارل فيرو يذكر الشعر القبلي بطولاتها هي و شقيقها طرّاد فنظمت الأشعار:[4]
أحداث لاحقة[عدل]
إستمرت فترة الحروب بين فج مراو و جبل وسلات 18 شهرًا و بإستثناء ذلك سكتت المصادر التاريخية عن إسم علجية في أي أحداث بعد المعركة حيث لم تتزوج من أي فارس محلي أو باي تونسي أو تركي،[2] رغم كثرة مصاهرات أسرتها مع الأسر الحاكمة في المنطقة كما لم تُذكر علجية في أي من دفاتر الإحسانات خلال عهد أخيها الشيخ إبراهيم (1755-1772) رغم ورود ذكر إسم والدتها الحاجة فاطمة.[2]
في الثقافة الشعبية[عدل]
سنة 2017 صرّح المنتج السنمائي التونسي طارق بن عمار أنّه مهتم بإنتاج فيلم يتناول قصة البطلة علجية بنت بوعزيز مدفوعا بإنبهاره ببطولتها.[14]
مراجع[عدل]
- ^ أ ب ت جميلة معاشي (2001). الأسر المحلية الحاكمة في بايلك الشرق في القرن 10ه/16م إلى القرن 13ه/19م. ص. 44.
- ^ أ ب ت ث ج يعقوب، خديجة (3 يناير 2019). "نساء من قبيلة الحنانشة وبني جلاب خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر". قرطاس الدراسات الحضارية و الفكرية. ج. 7 ع. 1: 170–186. ISSN:2710-8147. مؤرشف من الأصل في 2024-01-02.
- ^ أ ب ت Jean-André Peyssonnel (1724). Voyage dans les régions de Tunis et d'Algers (بالفرنسية). p. 294.
- ^ أ ب ت Feraud (C.H) (1874). Les Harar, seigneurs des Hanencha (بالفرنسية و). p. 29.
{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link) صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) - ^ أ ب ت ث ج خديجة، يعقوب (3 أغسطس 2021). "شيوخ قبيلة الحنانشة خلال القرن الثامن عشر: ابراهيم بن بوعزيز وابنه بوحفص (1755-1795م)". مجلة الآداب و العلوم الإنسانية. ج. 20 ع. 1: 62–85. ISSN:2588-2449. مؤرشف من الأصل في 2024-01-02.
- ^ Jean-André Peyssonnel (1724). Voyage dans les régions de Tunis et d'Algers (بالفرنسية). pp. 292–295.
- ^ د. عبد المنعم هامل، د. عبد المنعم (27 ديسمبر 2021). مواقف القبائل الحدودية لبايليك الشرق الجزائري من النزاع الجزائري التونسي (1614-1821). المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية. ج. 13. ص. 71.
- ^ عبد الكريم الفكون (1987). منشور الهداية في كشف حال من إدعى العلم و الولاية (ط. 1). دار الغرب الإسلامي. ص. 54.
- ^ Ch. Féraud (1868). Kitāb al-ʿadwānī (بالفرنسية). pp. 95–97.
- ^ أ ب ابن ابي الضياف. إتحاف اهل الزمان. ج. 2. ص. 70.
- ^ جميلة معاشي. الأسر المحلية الحاكمة في بايلك الشرق الجزائري. ص. 228.
- ^ Ernest Mercier (1903). Histoire de Constantine (بالفرنسية). pp. 245, 246.
- ^ Feraud (C.H). Les Harar, seigneurs des Hanencha (بالفرنسية). pp. 394–396.
- ^ "Un film tunisien sur l'héroïne de Thagast". Inumiden (بfr-FR). 15 Mar 2017. Archived from the original on 2022-05-28. Retrieved 2024-02-19.
{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
