عبد الله بن علي العيوني

هذه الصفحة تخضع حاليًّا للتوسيع أو إعادة هيكلة جذريّة.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الشَّيخ الأمير
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْعُيُونِيُّ
تخطيط اسم عبد الله بن علي العيوني بخط الثُّلُث

فترة الحكم
469520 هـ
10761126 م
نوع الحكم أمير العيونيِّين
--
محمد بن الفضل
معلومات شخصية
اسم الولادة عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد المري العبدي الربعي العيوني
الميلاد غير معروف
العُيُون، الدولة القِرمِطية
الوفاة 520 هـ = 1126 م (حوالي 80 سنة)
الأحساء، الدولة العُيُونية
مواطنة الدولة القِرمِطية (؟؟ – 462 هـ)
 الدولة العباسية (462 – 469 هـ)
الدولة العُيُونية (469 – 520 هـ)
العرق عربي
الديانة مُسلم
الأولاد البنون:
الفَضْل بن عبد الله العيوني
علي بن عبد الله العيوني
الحسن بن عبد الله العيوني
مقلد بن عبد الله العيوني
أبو مُسَيَّب بن عبد الله العيوني
ماجد بن عبد الله العيوني
مَسْعُود بن عبد الله العيوني
ضَبَّار بن عبد الله العيوني
البنات:
هبة بنت عبد الله العيوني
وخمسةٌ آخرون (الأسماء غير معروفة)
عائلة الأسرة العيونية
الحياة العملية
المهنة حاكم، قائد عسكري
اللغة الأم العربية
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
سبب الشهرة إسقاطه لدولة القرامطة
أعمال بارزة تأسيس الدولة العُيُونية
الخدمة العسكرية
المعارك والحروب معركة الخندق الأولى (462 هـ)
حصار الأحساء (465 هـ)
معركة الرحلَيْن (469 هـ)
معركة الخندق الثانية (470 هـ)
معركة ناظرة (470 هـ)

الشَّيْخُ الْأَمِيرُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرِّيُّ(1) الْعَبْدِيُّ(2) الرَّبِعِيُّ(3) الْعُيُونِيُّ(4) ويُعرف اختصارًا بـ عَبْدِ اللَّهِ الْعُيُونِي (غير معروف – 520 هـ / غير معروف – 1126 م) أوَّل أُمراء الدولة العيونية ومؤسسها وإليه تُنسب الأسرة العيونية، تولى حُكم الدولة العيونية قُرابة 50 سنة من سنة 469 هـ/1076 م حتى وفاته سنة 520 هـ/1126 م.

نشأ الأمير عبد الله بن علي في مدينة العيون ونُسِبَ إليها، وتغفل المصادر عن ذِكر حياته الشخصية من طفولته حتى شبابه وعادةً ما يُشار إليه في فترة ضعف فرقة القرامطة التي كانت تحكم بلاد البحرين، وعندما حلَّ الضَّعف في القرامطة استغل عددٌ من الأمراء ضعفهم ومن ضمنهم الأمير عبد الله العيوني وقاتلهم مدة سبع سنين إلى جانبه أسرته ومُساعداتٍ من السلاجقة والخلافة العبَّاسية.

استطاع الأمير عبد الله العيوني بعد إزالته لنفوذ القرامطة في الأحساء أن يُؤسِّس دولته ويتَّخذ الأحساء مقرًا لها وامتدَّت نفوذ دولته من كاظمة شمالًا في الكويت إلى قطر جنوبًا واستمرت قُرابة 167 سنة، ونَظَّم إدارة الحُكم في دولته والتي أخذت طابعًا وراثيًا قائمًا على مركز الدولة، حيث كانت الدولة العيونية لا يحكمها غير الأسرة العيونية وذرية عبد الله العيوني ولم يكن العاملون في مُختلف مناطق الدولة يحضون بحرية الإدارة وكانت جميع الأوامر ترجع إلى قرارات مركز الدولة في الأحساء.

أثارت شخصية عبد الله العيوني جدلًا بين الباحثين وخصوصًا في اعتقاداته الدينية، حيث انقسم الباحثون إلى قولين في مذهبه وزعم فريقٌ إلى القول بتسنن عبد الله العيوني وزعم فريقٌ بتشيُّعه، والقائلون بتسننه زعموا أنه كان مالكي الفقه في حين القائلون بتشيعه اختلفوا فيما بينهم حول مذهبه الفقهي فزعم فريقٌ منهم أنه إسماعيلي الفقه وزعم فريقٌ أنه اثنا عشري الفقه.

نشأته ونسبه[عدل]

العيون (السعودية)
العيون (السعودية)
العُيُون
مدينة العُيُون، مكان استقرار الأسرة العيونية ونشأة عبد الله العيوني وإليها يُنتَسبون.

كانت أسرة آل إبراهيم أُسرةً بادية يرتحلون في صحراء شبه الجزيرة العربية بقيادة جدهم إبراهيم بن محمد ووقع اختيار مكان استقرارهم في مدينة العيون وبسبب ذلك عُرِفَت أسرة آل إبراهيم بعد استقرارهم في العيون فيما بعد بالعيونيِّين نسبةً إلى المدينة،[1] وُلِدَ عبد الله العيوني في مدينة العيون في عهد القرامطة بين هذه الأسرة ولا يُعرف في أي سنة تحديدًا،[2] أيضًا لا يُعرف الكثير عن حياة أفراد الأسرة العيونية سوى دورهم السياسي في منطقة البحرين، وانتسابهم قديمًا لجدهم الأكبر إبراهيم بن محمد وأنسابهم فقط ووَرَد أن نسب عبد الله العيوني هو كالتالي: «عبد الله بن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد المرِّي العبدي الربعي العيوني»،[3] وأضاف بعض الأُدباء الباحثين على أن اسم جده وأبو جده حملا الاسمين الأول والثاني لعبد الله بن علي فيكون اسمه الكامل: «عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد العيوني»،[4] واستشهدوا بقولهم من أبيات ديوان ابن المُقَرَّب العيوني يصرح في ذلك قائلًا:[5]

لِأَنَّ علِيًّا جَدَّهُ عَمِّيَ الَّذِي
يَطُولُ بِهِ بَيْتِي عَلَى مَن يُطَاوِلُ
وضَبَّارُ جَدِّي عَمُّهُ وَكِلَاهُما
خلِيصانِ والعَمُّ المُهَذَّبُ ناجِلُ

على ما يبدو أن هذه الأسرة تولَّت إدارة بعض المناصب العالية في دولة القرامطة ووَرَد ذِكرٌ لأحد أفرادها يُدعى: «بشر بن مفلج العيوني» الذي تولى قيادة جيش القرامطة ضد إمارة آل الزجَّاج سنة 450 هـ/1058 م ولكن حملته فشلت.[6]

حُكمه[عدل]

قتاله ضد القرامطة (462 – 469 هـ)[عدل]

خريطة تُظهر إمارة آل عياش في أقصى اتساعًا لها في عهد زكريَّا بن يحيى آل عيَّاش، ثاني أُسرة انقلبت ضد الحُكم القِرمِطي للمنطقة.

تولى عبد الله العيوني مشيخة أسرته فأصبح شيخها وقائدها في مدينة العيون وكانت الأوضاع السياسية في منطقة البحرين تملأها الفوضى نتيجة ضعف حُكم القرامطة في المنطقة وانكماشهم نتيجة قتالهم المُستمر مع قبيلة المنتفق في شمال العِراق وظهور قوة السلاجقة في منطقة المشرق الإسلامي المُعادية لهم،[7] وبسبب هذا الضعف ظهرت حركات متمردة ضد الحُكم القِرمِطي للمنطقة وكانت أوَّل تلك الحركات هي انقلاب أسرة آل الزجَّاج في جزيرة أُوَال عندما خطب أميرها أبو البهلول العوام ووزيرها مُحمَّد بن مسلم آل الزجَّاج للخليفة العبَّاسي مُظهرين ولاءهم له وخُروجهم من طاعة القرامطة،[8] وكانت ثاني الحركات هي انقلاب أسرة آل عَيَّاش في القطيف عندما رأت نجاح أبو البهلول العوام في أُوال انقلبت على الحُكم القِرمِطي بقيادة أميرها يحيى بن العيَّاش ونجحوا في تأسيس إمارتهم في القطيف،[9] تلك الحركات المُتمردة بيَّنت ضعف قوة القرامطة في المنطقة ما حفَّز شيخ العيونيين عبد الله العيوني إلى مُهاجمة مقر القرامطة في الأحساء ليؤسس دولته على أنقاضهم حيث كان يطمح لتأسيس دولة تضم إقليم البحرين كاملًا، وبهذا يكون عبد الله العيوني وأسرته ثالث الأُسَر الحاكمة انقلابًا ضد الحُكم القِرمِطي.[10]

معركة الخندق الأولى (462 هـ)[عدل]

خسر القرامطة مواقع مهمة في إقليم البحرين وهما جزيرة أُوال ومدينة القطيف بشكلٍ تدريجي إضافةً إلى تخريب أبي البهلول العوام لميناء العُقَير التابع للقرامطة فلم يبقى للقرامطة نُفوذٌ للمنطقة سوى مدينة الأحساء مركز دولتهم،[11] وحاول القرامطة تحصين مدينتهم ولكن أهل الأحساء رفضوا طلبهم لذلك استعان القرامطة بقبائل اليمن ولبَّت بعض بطون قبائل قحطان نداء القرامطة ويُعتقد أنها قبيلة الأزد،[3] وبذلك حَصَّن القرامطة مدينتهم بمُساعدة قبائل اليمن سنة 459 هـ/1066 م أي قبل انقلاب عبد الله العيوني بثلاث سنوات،[12] بدأ عبد الله العيوني انقلابه في سنة 462 هـ/1069 م وتحرك مع أسرته من العُيون إلى حصن المحصنة قُرب الأحساء واتَّخذها مقرًا عسكريًا لحملاته ضد القرامطة، في البداية كان القتال بين الطرفين مُناوشات ليلًا ونهارًا حتى وقعت معركة قُرب نهر الخندق في نفس السنة عند حصون القرامطة الشمالية في الأحساء، لا يُعرف عدد جنود الطرفين سوى أن أعدادهم كانت كبيرة ووَرَد أن عدد فُرسان عبد الله العيوني أربعمائة فارس في هذه المعركة وكانت جنود القرامطة مُحصَّنةً بالدُّروع وتقاتل الطرفان في موقعٍ بين أسوار الحصن ومكان يُقال له باب الأصفر وانتهت المعركة بانتصار الأسرة العيونية وتحصُّن بقايا القرامطة في الأحساء.[13]

الاستعانة بالخلافة العبَّاسية (465 هـ)[عدل]

السُّلطان السَّلْجوقي ملك شاه ثالث سلاطين السلاجقة، وافق السلطان ملك شاه على مُساعدة عبد الله العيوني ضد القرامطة في الأحساء.

بعد انتصار عبد الله العيوني في معركة الخندق توجه إلى حصنهم في الأحساء وحاصرها، ظنَّ أن أهل المنطقة سيقاتلون القرامطة إلى جانبه ولكن أهلها لم يساعدوه وتركوه يواجه مصيره،[14] ونظرًا لقوة عبد الله العيوني الصغيرة التي كانت مكوَّنة من أسرته وبعض أفراد قبيلة عبد القيس فإنَّه لم يستطع اقتحام حصن القرامطة ورأى ضرورة طلب مُساعدات خارجية عوضًا عن أهل المنطقة، ورأى الخلافة العبَّاسية القوة المُناسبة ضد القرامطة نظرًا للعلاقات السيئة بين الطرفين وكان الحُكام الفعليين للخلافة وهم السَّلاجقة كارهين للشيعة الإسماعيلية والتي يُنتسب لها القرامطة،[15] بسبب هذه النواحي راسلهم عبد الله العيوني وأرسل خطابًا لهم سنة 465 هـ/1072 م يطلب منهم المدد العسكري للإطاحة بالقرامطة في الأحساء وشرح لهم معاناة أهل المنطقة في ظل حُكم القرامطة ونوه إذا في حال انتصارهم ضد القرامطة سيعلن الولاء للخلافة العبَّاسية،[منشور-ترك 1] وصل الخطاب إلى الخليفة العبَّاسي عبد الله القائم بأمر الله وسُلطان السلاجقة جلال الدولة ملك شاه ووزيره نظام المُلْك الطُّوسي ورأوا موافقة طلب عبد الله العيوني سيجلب لهم منفعة لمصالحهم في منطقة البحرين خصوصًا وأنه سيعلن ولاءه للخلافة العبَّاسية لهذا السبب وافقوا على مُساعدته وأرسلوا له سبعة آلاف فارس بقيادة القائد السَّلجوقي أكسك سلار(5) عبر طريق البصرة إلى الأحساء.[2]

في حين انتظار عبد الله العيوني وصول الدعم العبَّاسي-السَّلجوقي إليه كان القائد أكسك سلار في مسيرته إليه وأثناء سيره هاجم مدينة القطيف وأراد استيلاءها ونهبها من الأموال مع القُرى المُحيطة بها وذلك ردًّا على غدر يحيى آل عيَّاش اتجاه القائد السلجوقي كجكينا وجيشه واستطاع أكسك سلار الاستيلاء على القطيف وطرد أميرها يحيى آل عياش منها فنقل ابن العياش مقر حُكمه إلى أُوَال وبذلك أَمَّنَ القائد أكسك سلار خطوط سيره إلى بلاد الرافدين وأكمل طريقه إلى العُيُوني،[16] وعندما وصل الجيش السَّلجوقي بقيادة أكسك سلار تحالف مع الجيش العُيُوني بقيادة عبد الله العيوني واشتبك التحالف السَّلجوقي-العُيُوني مع القرامطة في حصنهم الصغير الذي كان يحمل المواد الغذائية وكان يختلف عن حصنهم الكبير الذي كان يحمي السُّكان والمدينة، استطاع التحالف السَّلجوقي-العُيُوني هزيمة القرامطة واقتحام الحصن ونهب هذه الموارد وأثَّرت هذه الهزيمة عند القرامطة أن جعلت أحد حلفاءها وهم بنو عامر ربيعة ينسحبون من القتال،[17] ولكن هذا لم يساعد قوات التحالف في انتصارهم وخصوصًا القوات السلجوقية بسبب دخول موسم الصيف إلى المنطقة ولم تعتاد القوة السلجوقية على طبيعة المنطقة الصحراوية، حاول القائد أكسك سلار الاتفاق مع القرامطة في رفع الحصار مُقابل دفع فدية كبيرة ووافق القرامطة على هذا ولكنهم انقضوا بعهدهم فجمعوا ما تبقى من الموارد الغذائية في الحصن الصغير واستكملوا القتال رافضين دفع الفدية بعدما علموا بأوضاع الجيش السلجوقي في نقصهم للغذاء وعدم تحملهم للطقس الحار،[18] بسبب هذه العوامل لم يستطع الجيش السلجوقي استكمال القتال إلى جانب عبد الله العيوني وانسحب أكسك سلار وجيشه من أرض القتال عائدين إلى بلاد الرَّافدين وأبقى مائتي مُقاتل مع عبد الله العيوني بقيادة أخيه البُقوش ليتولى قيادة هذا التحالف عبد الله العيوني بعد انسحاب أكسك سلار.[17]

معركة الرحلين (469 هـ)[عدل]

خريطة تُظهر موقع معركة الرحلَيْن وخط سير جيوش الأطراف المُتحاربة.

حفَّز تراجع السلاجقة معنويات القرامطة في الأحساء وأثَّر هذا التراجع إلى عودة بني عامر من ربيعة لحلف القرامطة وعلموا بِقلَّة عدد مقاتلي التحالف السَّلجوقي-العُيُوني فخطَّطوا للقضاء عليهم،[18] عَلِمَ عبد الله العيوني بنوايا أعداءه لذلك خطَّط مع البُقوش في إطاحة القبائل الموالية للقرامطة منفردةً وبدأ مع بني عامر من ربيعة وهاجمهم وهزمهم وأجبرهم على التراجع من خلف القرامطة،[19] وصلت أخبار هزيمة بني عامر ضد العيونيُّون وحتى لا يخسر القرامطة حليفهم بنو عامر حدَّدوا موعدًا للانتقام من الأسرة العُيونية وحال دخول اليوم الموعود خرج الجيش القِرمِطي مع القبائل المُوالية لها وبعض بطون بني عامر من حصنهم إلى الشمال في موقع يُقال له الرحلَيْن وعندما وصلت أخبار سير الجيش القرمطي في الرحلين إلى عبد الله العيوني سَيَّرَ جيشه من حصن المحصنة إلى موقع الرحلين،[20] وحال وصول الجيش السَّلجوقي-العُيُوني إلى موقع الرحلين بقيادة عبد الله العيوني اشتبك مع الجيش القِرمِطي واستطاع عبد الله العيوني ومُساعده البُقوش تحقيق النصر في هذا القتال سنة 469 هـ/1076 م وبعد انتصارهم ساروا إلى الأحساء ودخلوها وحينها استسلم القرامطة وسلَّموا مقر الحُكم إلى عبد الله العيوني ما يعني نهاية دولة القرامطة وتأسيس دولة على أنقاضها بقواعد عبد الله العيوني.[21]

تأسيس الدولة العُيُونية (469 – 470 هـ)[عدل]

خريطة الدولة العيونية ونفوذها الجُغرافي في إقليم البحرين، تأسست على يد عبد الله العيوني.

بعد دخول عبد الله العيوني إلى قصر القرامطة أعلن عن تأسيسه الدولة العيونية في الأحساء وأوفى بعهده مع العبَّاسيين فكان أوَّل أعماله أن خَطبَ للخليفة العبَّاسي ثُمَّ بدأ في المعوقات الأُخرى،[22] واجه عبد الله العيوني في مرحلة تأسيسه للدولة بعض المعوقات الدَّاخلية والخارجية التي أخَّرت في تشريع الأنظمة الإدارية للدولة فبدأ عبد الله العيوني في حل هذه المعوقات وبدأ مع المعوقات الداخلية،[23] واجه أولًا ازدياد نفوذ بنو عامر وثانيًا تمرُد البُقوش وازدياد نفوذ السلاجقة فبدأ مع بني عامر وكان نفوذ بني عامر في منطقة البحرين قويًا قبل ظهور عبد الله العيوني في الساحة السياسية نظرًا لكثرة أعداد أفرادها وكان القرامطة يعتمدون عليهم لكثرة عددهم،[21] كانت القرامطة تدفع العوائد لبني عامر تجنبًا من تدخلهم إلى أنظمة حُكمهم وحمايتهم من القوى المُجاورة وعندما سقط حُكم القرامطة ذَهبَ بنو عامر إلى عبد الله العيوني طالبين تلك العوائد ولكنه رفض دفعها لهم ما جعلهم يحشدون جيشًا كبيرًا إلى جانبهم حُلفاءهم من القبائل العربية والقرامطة.[24]

قتاله ضد بني عامر وحُلفاءهم (470 هـ)[عدل]

عندما عِلمَ عبد الله العيوني باستعدادت بني عامر ضده جهَّز جيشه إلى جانبه الجيش السَّلجوقي بمُساعدة البُقوش وألتقى الطرفان في موقع بين نهر مُحَلِّم ونهر سُليسل سنة 470 هـ/1077 م،[25] كان أمام جيش بني عامر وحُلفاءهم الإبل حيث كانت خُطتهم أن تسحق الإبل جيش العيوني، ولكن خُطتهم فشلت بسبب خطة عبد الله العيوني حيث أمر جيشه برمي السهام على إبل بني عامر وبسبب كثرة السهام انحرفت الإبل عن مسارها وتراجعت إلى الوراء وبذلك انقلبت خُطَّة بني عامر عليهم فبدأت الإبل في سحق مُقاتلي بني عامر وحُلفاءهم فانهزمَ بنو عامر في هذه المعركة،[26] استطاع عبد الله العيوني فرض سيطرته اقتصاديًا على المنطقة بعد هذه المعركة بسبب حصوله على عنائم بني عامر وبذلك استطاع العيوني تخليص خطر بني عامر السياسي والاقتصادي للمنطقة، ولكن هذه الهزيمة لم توقف عزيمة حُلفاءهم في الانتقام من عبد الله العيوني فإنَّهم اجتمعوا مرة أُخرى في موقع باب الأسفار بقيادة القرامطة سنة 470 هـ/1077 م وهو مُشابه لموقع معركة الخندق الأولى لذلك عُرفت بمعركة الخندق الثانية،[27] سارَعَ عبد الله العيوني في التُّخلص منهم حتى لا يَقوى نفوذهم واشتبك معهم واستطاع هزيمتهم وأَسَر عددٌ كبيرٌ منهم وأرسلهم إلى عُمان حتى لا يُشكِّلون خطرًا مستقبليًا وبذلك استطاع عبد الله العيوني التخلُّص من خطر بني عامر وبقي خطر السلاجقة الداخلي.[28]

قتاله ضد السلاجقة (470 هـ)[عدل]

خريطة تُظهر نفوذ الدولة السلجوقية في عهد ملك شاه سنة 1071 م.

كان للسلاجقة مصالحهم الخاصة في إقليم البحرين وأرادوا ضمها لنفوذهم ولكن أهدافهم تعارض أهداف عبد الله العيوني فإنَّه هو الآخر أراد تأسيس دولته الخاصة في إقليم البحرين،[29] وبذلك ساءت علاقة الطرفين وخصوصًا بعد قضاءهم على خُصومهم المُشتركين من القرامطة وحُلفاءهم في الدَّاخل حيث بعد إعلان عبد الله العيوني لدولته لم يسمح العيوني بدخول السلاجقة إلى مقر الحُكم أو مشاركتهم في تأسيس نظام حُكم الدولة مما زاد نُفُور البُقُوش ومن معه اتجاه العيونيين،[30] وعندما عَلِمَ عبد الله العيوني بمطامع البُقوش السياسية أمر بالقبض عليه وسجنه وفيما بعد أمر بقتله،[31] وصل أخبار مقتله إلى مقر الخلافة في بغداد فانزعجوا من تصرُّف عبد الله العيوني وأرادوا تأديبه لذلك أرسلوا ثلاث حملات محاولين فيها إسقاط عبد الله العيوني وابتدأت أول حملة بقيادة القائد السَّلجوقي خمارتكين التُتُشي وثاني حملة بقيادة القاروتي وثالث حملة بقيادة رُكن الدولة.[32]

لا يُعرف تفاصيل حملة خمارتكين غير أن مسارها بدأ من البصرة إلى الأحساء وانتهت بهزيمة السلاجقة ولم يُذكر تفاصيل قتال الحملة،[33] تليها حملة القاروتي التي لم يستطع عبد الله العيوني مُقاومتها فرحَّب بهم بدايةً واستقرت جُنود السلاجقة قُرب الأحساء وخطَّط العيوني في التخلُّص منهم ووجد منطقة عُمان هي المكان المُناسب فزيَّن للسلاجقة فكرة الذهاب لعُمان وذكر لهم منافعها الاقتصادية واحتوائها للذهب والفضة،[34] اقتنع السَّلاجقة بفكرة العيوني لذلك ذهبوا مع مرشدين من بعض القبائل في البحرين مُعَيَّنين من قبل عبد الله العيوني حتى يرشدونهم إلى الطريق ووقع السلاجقة في فخ عبد الله العيوني عندما أشاروا مرشدينه إلى طريقٍ خاطئ يقودُهم إلى منتصف صحراء الربع الخالي فمات القاروتي وجنوده في الصحراء عطشًا،[35] وبعد حملة القاروتي أرسل السلاجقة حملتهم الأخيرة بقيادة رُكن الدولة من بغداد إلى الأحساء واختلفت الروايات حول طبيعة حملته فقد ورد أنه لم يحدث قتال بين الطرفين وإنما أرضاهم عبد الله العيوني ببعض الأموال والإبل وتشير رواية أخرى أن السلاجقة حاصروا الأحساء حتى اشتدَّ حاصرهم فخرج عبد الله العيوني وجيشه وهزمهم وأشارت رواية ثالثة وأخيرة أن ابن عبد الله العيوني الأمير علي بن عبد الله العيوني سلَّم نفسه لرُكن الدولة مُقابل فك الحصار عن الأحساء فقَبِلَ رُكن الدولة عرضه وأخذه إلى بلاد كرمان وحجزه هُناك غير أنَّ عبد الله العيوني استطاع إخراج ابنه علي من الحجز بمُساعدة أحد سُكان الأحساء يدعى عزيز بن محفوظ الذي أرشى مسؤول علي بن عبد الله العيوني فأخرجه من حبسه وعاد به إلى بلاد البحرين؛[36] وعلى الرُّغم من اختلاف الروايات على حملة رُكن الدولة إلا أنَّها اتفقت على فشل حملته وبذلك استطاع عبد الله العيوني التخلُّص من المعوقات الداخلية من نفوذ القرامطة وبني عامر والسلاجقة وبقيت المعوقات الخارجية التي تقف أمامه لتوحيد بلاد البحرين على رايته وهي نفوذ أسرة آل عياش في القطيف وجزيرة أُوَال.[37]

قتاله ضد آل عَيَّاس (470 هـ)[عدل]

خربطةٌ تُظهرُ سير جيش عبد الله العيوني وابنه الفضل على إمارة آل عياش، ابتداءً من سير جيش عبد الله إلى القطيف ثُمَّ ارسال ابنه الفضل إلى جزيرة أُوَال ثُمَّ سير الجيشان إلى ميناء العُقَيْر.

كان هدف عبد الله العيوني من بداية انتفاضته حتى استيلائه على الأحساء هي تأسيس دولة مُوحَّدة تضم جميع مُدُن إقليم البحرين تحت حُكمه وحُكم أسرته ولكن المعوقات الدَّاخلية أشغلته عن تحقيق هذا الهدف فبعد تخلُّصه من هذه المعوقات واجه معوقات خارجية وهي ظُهور قوة آل عَيَّاش في أُوَال والقطيف،[2] على الرُّغم من صُعود قوة آل عَيَّاش حتى وصل نفوذهم إلى ميناء العُقَيْر في فترة صراع العيونيين مع القوى المُجاورة إلا أنَّهم لم يظهروا في فترة الصراع نظرًا لمشاكلهم الدَّاخلية حيث بعد وفاة يحيى بن العياش تخاصم أبناءه على الحُكم، كان الصراع قائمٌ بين الحسن بن يحيى آل عياش وأخيه زكريا بن يحيى آل عياش وكان الحسن آل عياش يحاول قَلْبَ أحد أفراد الأسرة العيونية على أميرهم عبد الله العيوني غير أنه محاولاته فشلت ما جعل أخيه زكريا آل عياش ينقلب ضد سياسته ويقتله ويتفرغ للحُكم بنفسه بُناءً على نصيحة وزيره العكروت.[38]

معركة ناظرة (470 هـ)[عدل]

استقرار الحُكم (470 – 520 هـ)[عدل]

سياساته[عدل]

الدَّاخلية[عدل]

الخارجية[عدل]

مع الخلافة العبَّاسية[عدل]

مع الخلافة الفاطمية[عدل]

الخلاف حول مذهبه[عدل]

القول بتسننه[عدل]

القول بتشيُّعه[عدل]

المراجع[عدل]

هوامش[عدل]

فهرس المراجع[عدل]

منشورات
عربيَّة
تُركيَّة
  1. ^ YASİN (2023)، ص. 270.
مواقع وب
عربيَّة

بيانات المراجع (مُرتَّبة حسب تاريخ النشر)[عدل]

الكُتُب
العربيَّة
الدوريات المُحكَّمة
العربيَّة
التُّركيَّة

وصلات خارجية[عدل]

ألقاب ملكية
سبقه
--
أمير العيونيِّين

1076 - 1126

تبعه
مُحمَّد بن الفضل